فصائل عراقية مسلحة تغير مواقع معسكراتها ومخازن سلاحها... مخاوف من ضربة أميركية

16 مارس 2020
شاحنات تابعة لفصائل مسلحة تنقل مواقعها وأسلحتها(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لليوم الرابع على التوالي تواصل فصائل عراقية مسلّحة، عادة ما توصف بأنها مرتبطة بإيران مثل "كتائب حزب الله"، والنجباء"، و"العصائب"، وفصائل أخرى عمليات إعادة تموضع لعناصرها ومقارها ومخازن أسلحتها بعد ضربة واسعة نفذتها مقاتلات أميركية، فجر يوم الجمعة الماضي.

وقالت مصادر سياسية وأخرى عسكرية عراقية، اليوم الإثنين، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 10 فصائل مسلّحة تجري عمليات واسعة لتغيير ونقل معسكراتها تحسباً من تجدد القصف الأميركي.

وأسفرت الضربة الأميركية الأخيرة عن تدمير عدد من تلك المواقع في بابل وكربلاء والأنبار فضلاً عن بلدة البو كمال السورية الحدودية مع العراق والتي يتواجد بها خليط من مليشيات مسلحة غالبيتها عراقية وترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني. وجاءت رداً على قصف لمليشيات مسلحة تقول واشنطن أنها نفّذته بالوكالة عن إيران استهدف قاعدة التاجي شمالي بغداد وأسفر عن مقتل أميركيين وبريطاني وجرح 10 جنود جميعهم يعملون ضمن قوات التحالف الدولي للحرب على الإرهاب.

وفي الشأن، قال مسؤول عراقي في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد"، إن بعض تلك الفصائل تسعى إلى أن تُخزّن أسلحتها وصواريخها في قواعد الجيش العراقي ومقار الشرطة الاتحادية لتجنب قصفها من قبل القوات الأميركية أو جر الأميركيين لاستهداف قواعد عسكرية للقوات العراقية لتوسيع دائرة الأزمة في البلاد.

وكشف في السياق أنّ "رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي، يتعرض لضغوط كبيرة بهذا الاتجاه منذ أيام، وسط تصاعد نبرة التخوين من قبل قادة الفصائل تلك لقيادة العمليات المشتركة بتهمة الخضوع للأميركيين، لدفع قيادة العمليات المشتركة إلى اتخاذ موقف أكثر تطرفاً من القوات الأميركية خاصة والتحالف الدولي عموما".

وأشار إلى أن مليشيات "كتائب حزب الله، والنجباء، والعصائب، والخراساني، وسيد الشهداء، وفصائل مسلحة أخرى هي الأكثر حراكاً في تغيير مواقعها ومقارها وحتى مكاتب تواجد قياداتها".

في المقابل، أعرب مراقبون عن مخاوفهم من تخزين المليشيات أسلحتها في قواعد الجيش العراقي كونه، بحسبهم، سيؤدي إلى وقف التعاون بين التحالف الدولي والقوات العراقية ويضعف الثقة فيما بينهم خاصة إذا ما استمرت المليشيات باستهداف القوات الأجنبية بالبلاد، ما يجعل الجيش العراقي بموقف الحامي أو المدافع عن تلك المليشيات.

ورأى الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، أن "البلاد بحاجة ماسة إلى حكومة قوية وجادة لوقف توغل الفصائل المسلحة بالمؤسسة العسكرية"، مبيناً أنّ "هذا الاختلاط أو التداخل سيحول الجيش العراقي إلى مجرد جيب في دولة تتحكم بها فصائل مسلّحة تدين بالولاء لإيران وتهدد الدولة العراقية ككل".

وبينما أوضح الحمداني أنّ "الطيران الأميركي المسير والمروحي وحتى الحربي يجعل من عمليات مناقلة الفصائل المسلحة سلاحها بين مكان وآخر عبثا كونها مرصودة"، قال محمد الدجيلي العضو البارز في مليشيا "النجباء"، المعروفة بارتباطها المباشر مع إيران، إن "عمليات التغيير في المقرات ونقل الأسلحة والمعدات تأتي لحماية السلاح الذي تمت مقاتلة "داعش" به ومنع الأميركيين من تدميره"، بحسب تعبيره.

واعتبر الدجيلي أنّ "الولايات المتحدة تخطط للقضاء على فصائل المقاومة تحت حجج وذرائع مختلفة، لذا من حق تلك الفصائل الدفاع عن نفسها واتخاذ ما تراه وتجده مناسباً لها".

وشوهدت شاحنات كبيرة تابعة لفصائل مسلحة في بابل وبغداد وصلاح الدين وبغداد باليومين الماضيين تنشط في عمليات نقل مواقعها إلى أماكن أخرى وسط إجراءات مشدّدة، وعادة ما تبدأ تلك العمليات ليلاً.

النائب عن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لمليشيات "الحشد الشعبي"، كريم المحمداوي، قال إن "واشنطن تخطط لتفكيك الحشد الشعبي، وقد جعلته في مقدمة أولوياتها، وما حصل أخيراً هو رسالة واضحة بذلك"، محذرا من "مساع أميركية لاغتيال قيادات الحشد الشعبي"، بحسب تصريحات صحافية له أكدت أن الولايات المتحدة تختلق حججاً لاستهداف فصائل "الحشد".

بدورها، طالبت قيادات بـ"الحشد" حكومة تصريف الأعمال برئاسة عادل عبد المهدي، باتخاذ قرار وخطوات توازي الاعتداءات الأميركية على مقرات تابعة لها.

وقال القيادي بمليشيات "الأوفياء"، عادل الكرعاوي، إنه "يجب على الحكومة الابتعاد عن لغة الاستنكار، وأن تتخذ موقفاً حاسماً يوازي الاعتداء الأميركي، الذي يتطلب قرارات أكثر صرامة، والمضي بإجراءات إخراجهم من العراق".

وأمس الإثنين، جدّدت مليشيات كتائب "حزب الله" العراقية المرتبطة بطهران، في بيان، التهديد باستهداف المصالح الأميركية بالعراق، لافتةً إلى أن أيا من عناصرها "لم يصب بالقصف الأميركي في الأيام الماضية"، معتبرة أن "التخبط الأميركي وجرائمه ضد أبناء الشعب يفرضان على القوى الشعبية والوطنية المجاهدة، مسؤولية العمل الجاد والحازم لطرد هذا العدو المتجبر".

وأكدت، في بيانها "نحن قد وضعنا العدو الأميركي في دائرة الاستهداف"، مشيرة إلى أن "إصرار محور الشر الأميركي على الاستمرار بجرائمه ضد أبناء الحشد والمقاومة وقادتهم، يضع شعبنا أمام خيار الدفاع عن السيادة والمقدسات بأداء الواجب ضد المحتل، الأمر الذي يستوجب ابتداء مواجهة انتهاكات العدو للأجواء العراقية للحد من اعتداءاته الإجرامية".

دلالات