لقاء دولي غداً تحضيراً لقمة برلين الليبية... وهذه المخرجات المتوقعة

19 نوفمبر 2019
مليشيا حفتر تكثف محاولاتها لاختراق طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -
تستضيف العاصمة الألمانية برلين، مساء غد الأربعاء، لقاء دوليا واسعا للتشاور حول الإعداد النهائي لوثيقة قمة برلين التي ستنعقد خلال ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وبحسب دبلوماسي ليبي رفيع تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن اللقاء المرتقب مساء غد، سيضم ممثلي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن دون غيرهم، لمناقشة ما خلصت إليه زيارات البعثة الأممية في ليبيا والجانب الألماني إلى الدول الإقليمية المعنية بليبيا والخروج بمسودة للوثيقة التي ستناقشها القمة في ديسمبر المقبل قبل إعلان المصادقة عليها.

وأكد الدبلوماسي لـ"العربي الجديد"، أن حكومة الوفاق ممثلة برئيس وزرائها فايز السراج أكدت للبعثة الأممية ومسؤولين من حكومات الدول الكبرى أن "حل الأزمة يكمن في إجراء الانتخابات، وأن حربها الحالية حق أساسي لها في الدفاع عن مشروع الدولة المدنية".
كما أكد السراج إصرار قادة قواته وقادة سياسيين موالين لحكومته على الاستمرار في رد حملة حفتر العسكرية، وأن وقف القتال يجب أن يكون بسحب حفتر لمليشياته إلى خارج العاصمة طرابلس.
وعن بنود مسودة الوثيقة التي يمكن أن يخرج بها اجتماع الغد، يؤكد الدبلوماسي أن فقراتها الأساسية هي وقف نهائي لإطلاق النار والتشديد على تطبيق حظر توريد السلاح لليبيا وعودة المسار السياسي كحل وحيد لأزمة البلاد.
ومنذ أسابيع، تكثف مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر محاولاتها لاختراق دفاعات قوات الجيش بقيادة الحكومة في محيط طرابلس الجنوبي بالإضافة لمنع وصول إمدادات عسكرية بواسطة هجمات جوية موسعة على مصراته وسرت، شرق طرابلس، لكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم هام على الأرض.



وتعليقا على معلومات الدبلوماسي، يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الليبية، خليفة الحداد، أن قمة برلين ستنحصر أهميتها في وقف القتال ومنع تدفق الأسلحة لليبيا، معتبرا أن القرار سيكون بخلفيات تنافس أميركي روسي على مناطق الصراع في العالم.

وأوضح الحداد "لم نر واشنطن بهذه الحماسة قبل تسرب أسلحة ومقاتلي روسيا إلى صفوف حفتر، إذا يبدو أن روسيا هي الوحيدة حاليا في الساحة، فلم يعد هناك حديث عن تركيا كالسابق إلى جانب قوات الحكومة"، مؤكدا أن واشنطن تسعى حاليا لمنع تغول روسيا في ليبيا.
واعتبر أن الخطر الروسي هو الذي وحد الموقف الأوروبي أيضا تجاه الملف الليبي رغم الخلافات الواضحة حوله، خصوصا بين إيطاليا وفرنسا، وخصوصا أن إحاطة المندوب الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لأعضاء مجلس الأمن، ليلة أمس، أشارت إلى خطر جديد وهو تدفق أسلحة متطورة ووجود ضربات دقيقة نفذها طيران مجهول لم يسمه.
وأشار سلامة، خلال إحاطته، إلى قرب انعقاد جلسة رابعة للتشاور بين الدول المعنية بالملف الليبي استعدادا لعقد قمة في برلين. كما اتجهت إحاطته لاتهام حفتر باستهداف مواقع مدنية، مؤكداً أنّ الطيران المسيّر نفذ 800 غارة على الأقل منذ إبريل/ نيسان الماضي.
وعن عودة العملية السياسية في ليبيا، يرى الناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش، أنها ستؤجل بسبب الظروف التي أنتجتها حملة حفتر العسكرية التي انقلبت في الأساس على المسار السياسي الذي وصل إلى نهايته التي كانت ستتمثل في لقاء غدامس، منتصف إبريل الماضي.
وأوضح الأطرش أن "المجتمع الدولي سيتجه إلى الضغط من أجل إفراز نخبة سياسية جديدة سيكون على عاتقها صياغة حل سياسي توافقي، وأن هذه النخبة لن تكون من المسؤولين الحاليين".  
وعن كون حفتر المسيطر على الأرض والجانب العسكري الأبرز، قال الأطرش "أعتقد أن لجوءه لروسيا سيسرع من نهايته، فواشنطن والدول الأوروبية قررت وقف تغول موسكو في ليبيا ومنعها من تحويل ليبيا لسورية أخرى، ومن غير شك ستكون نهايتها ببتر ذراعها العسكري المتمثل في حفتر".
وأشار الأطرش إلى أن هناك مواقف سياسية واضحة من شركاء حفتر، كالموقف المصري الذي بدأ في الابتعاد عن دعم حفتر والميل للحل السياسي من خلال مبادرات لم شمل مجلس النواب كواجهة سياسية يمكن أن تلبي مصالح البلد.


ميركل: بدأنا النقاشات من أجل بدء عملية سياسية في ليبيا

من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في حوار مع شبكة إيه آر دي الإخبارية نشر اليوم الثلاثاء، أن حكومتها بدأت بإجراء نقاشات مع الدول المؤثرة من أجل بدء عملية سياسية ودعم عمل المبعوث الاممي في ليبيا غسان سلامة. 
وقالت ميركل إن العجز الأوروبي في دول الساحل الأفريقي يعود للوضع الصعب وعدم الاستقرار في تلك البلدان، إضافة إلى غياب الحل السياسي لمشكلة ليبيا التي تعتبر محور السلام والاستقرار في منطقة الساحل. 

وتأتي تصريحات المستشارة قبل استقبالها اليوم رؤساء دول وحكومات من 12 دولة أفريقية، وهي من البلدان الأكثر فقرا والمصدرة للمهاجرين والذين يشاركون ضمن مؤتمر "ميثاق مع أفريقيا" المنعقد اليوم في ديوان المستشارية في برلين والذي يهدف لجذب الاستثمارات وتعزيز التنمية في القارة السمراء.


المساهمون