نتنياهو: السلام مع الدول العربية قام على قوة الردع الإسرائيلية

11 نوفمبر 2019
نتنياهو: إذا لم نملك قوة الردع فالسلام سينهار (Getty)
+ الخط -

قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنّ السلام الذي أبرمته إسرائيل مع الدول العربية (الأردن ومصر) قام على أساس الردع الإسرائيلي لهذه الدول، في وقت رفض الأردن طلباً إسرائيلياً بإقامة احتفال علني لإحياء اليوبيل الفضي لتوقيع اتفاقية وادي عربة.

واستطرد نتنياهو، اليوم الإثنين، خلال مشاركته في مؤتمر بمناسبة 25 عاماً على اتفاق وادي عربة مع الأردن، عُقد في الكنيست، قائلاً "هناك أنواع مختلفة من السلام، سلام مع دول ديمقراطية ليبرالية، حيث الميل الطبيعي لهذه الديمقراطيات هو عدم القتال".

وأضاف "في المقابل، ففي حالة الدول غير الديمقراطية تميل هذه الدول إلى ممارسة القوة ضد جيرانها، لذلك فإنّ السلام مع الديكتاتوريات ليس أمراً سهلاً، فمع الدول الديكتاتورية يتحقق السلام أولاً وقبل كل شيء بفعل الردع، وإذا لم تملك قوة الردع فإن هذا السلام سينهار عاجلاً أم آجلاً".

وأشار إلى أنّ "مفتاح السلام مع دول عربية كان مرهوناً بردعها، وما لم يكن ذلك ظاهراً لم نحرز أي تقدم. السلام مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات جاء من إدراك هذا الأمر".

وأضاف نتنياهو متباهياً بالقوة الإسرائيلية وقوة الردع: "بعد عام 67 وبعد حرب 73 عندما اتضح أننا على ضفاف الأردن وليس على شاطئ البحر، دخل عامل الردع المعادلة أيضاً مقابل مصر والأردن".

وتابع "لقد أضفنا فوق هذا العامل عدّة مداميك من التعاون الأمني مع مصر والأردن، وأخرى من التعاون التجاري والتعاون في مجالات الاستخبارات وأمور أخرى. وهناك تعاون في مجال المياه".

وزعم نتنياهو أنّه عندما التقى بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، فقد "أبلغتهم أنني كنت هناك قبل السلام، إسرائيل قوية اليوم أكثر، وأقل عرضة للضرر، ولذلك يوجد أساس لقوتها. هناك تعاون، واقترحت أن نربط شبكات القطارات من حيفا مع شبكات القطارات في السعودية، فهذا يتيح فرصا للتعاون وتطوير مشاريع تحتية إقليمية يمكنها أن تساعد العلاقة بيننا وبين الأردن"، مستدركاً "هذه العلاقة من التعاون باتت موجودة، لكن هناك علاقة لم يتم نسجها بعد، وهي نابعة من طبيعة الأنظمة وبسبب القضية الفلسطينية".

كما ادعى نتنياهو أنّ "التيارات الإسلامية وعمليات الأسلمة في الأردن ومصر، تشكل قوة كبيرة جداً، وعندما يصلون للحكم تتغير الأمور على الفور"، مذكراً أنّه "عندما اعتلى مرسي (الرئيس المصري الراحل محمد مرسي) الحكم، كان أول ما قام به إدخال دبابات ومدرعات وآليات إلى صحراء سيناء، وسط خرق لمعاهدة السلام مع مصر".




وزعم أنه "أرسلت رسالة وقلت لمرسي إن أمامه أسبوعا لإخراج هذه الدبابات، وإلا سأعمل لدى الكونغرس الأميركي لإلغاء المعونات الأميركية، فقام بإخراجها".

وكرر نتنياهو التمسك بمقولة "طالما نحن أقوياء ونضاعف قوتنا، فإنهم سيكونون معنا، وحتى إن شخصا مثل مرسي ملزم بالحفاظ على السلام بسبب هذه القوة والسياسة".

وادعى نتنياهو أنّ إسرائيل تساعد النظام والعاهل الأردني بطرق سرية: "نحن نساعد الملك بطرق سرية، وبالأساس غير علنية، لا حاجة للتفصيل". وأشار إلى أنّ إسرائيل تساهم، بحسب زعمه، في "منع جهات متطرفة من السيطرة على الأراضي الأردنية".

وكرّر زعمه بأن الفلسطينيين لا يريدون السلام، وأنهم يريدون استعادة يافا ورام الله، ويرفضون الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية.

وأضاف نتنياهو: "لقد أيدت اتفاق السلام مع الأردن بحماس، كان عندنا نقاش هل نتنازل عن أرض إسرائيل الشرقية (في إشارة للمملكة الأردنية الهاشمية)، فهذه لنا وهذه أيضاً. لقد قلت الواقع، لكنهم لا يستطيعون ذلك".

ومضى قائلاً "السلطة الفلسطينية غير قادرة على اتخاذ قرار كهذا، جيد أنهم يتعاونون معنا. لقد قبلت وسلمت بذهاب أرض إسرائيل الشرقية، هناك حاجة لأن يسلموا هم أيضاً بأن أموراً أخرى ذهبت".

وقال أيضاً "ليس لكم حق عودة، ولا يافا ولا عكا. قبل كل شيء اعترفوا بدولة قومية للشعب اليهودي وبحقها في الوجود. لا نستطيع تحقيق ذلك ولا حتى رئيسي الحكومة السابقين، إيهود براك ولا إيهود أولمرت، نجحا. كي نحقق ذلك يجب الاعتراف بأمر واحد. ممنوع أن يحدث لنا في الضفة الغربية ما حدث في قطاع غزة".

وأضاف "لقد أخرجنا أنفسنا من قطاع غزة، وخلال وقت قصير دخلت حماس والجهاد الإسلامي المرتبط بإيران. لدينا اتفاقيات مع مصر في سيناء، هذا لا يحول دون تحوّل سيناء إلى منطقة منكوبة بإرهاب داعش".

وزعم نتنياهو أن "المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط، أن كل منطقة تقوم بإخلائها يتم الاستيلاء عليها من قِبل القوى الإسلامية، لن نكرر في الضفة الغربية، في هذا الجزء أو ذاك، ما قمنا به في قطاع غزة. لا يمكننا أن ننسحب من الحد الآمن وهو نهر الأردن".

وأضاف أن "الشرق الأوسط مليء بالدول الفاشلة، وفكرة أن لا تكون لنا سيطرة أمنية كاملة في الأراضي غربي نهر الأردن (فلسطين كاملة) هي أمر ممنوع أن نقوم به".

وتطرّق نتنياهو إلى المسجد الأقصى، قائلاً: "المسجد الأقصى هو شرارة المنطقة، وهناك من هم داخل الأردن يحاولون إشعاله. لنا مصلحة واضحة في المحافظة على الاستقرار في الأردن. المحافظة على السلام هي مصلحتنا ومصلحة الأنظمة هناك".

وخلص نتنياهو إلى القول إنه "كي نحرز تقدما على المسار الفلسطيني، علينا أن نحافظ على السيطرة الأمنية الكاملة غربي الأردن، إذا أنجزنا ذلك يمكن التوصل إلى ترتيبات، حتى هذه اللحظة فإن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس) يرفض قبول هذا المبدأ".

رفض أردني لمراسم إحياء وادي عربة

على المقلب الآخر، رفض الأردن طلباً إسرائيلياً بإقامة احتفال علني، لإحياء اليوبيل الفضي لتوقيع اتفاقية وادي عربة، بحسب وزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس.

وأقر كاتس، اليوم الإثنين، بأنّ المملكة الأردنية الهاشمية رفضت طلباً إسرائيلياً بإقامة مراسم احتفالية بمناسبة مرور 25 عاماً على اتفاق وادي عربة للسلام بين إسرائيل والأردن.

وجاءت أقوال كاتس في اجتماع خاص نظمته النائبة عن حزب "العمل" ميراف ميخائيلي، في مبنى الكنيست، بالتعاون مع معهد "أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، التابع لجامعة "تل أبيب".

وبحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، فقد قال كاتس إنّ "هذا هو واقع العلاقات المركبة اليوم للعلاقات بين الدولتين".

وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان العاهل الأردني الملك عبد الله، أمس الأحد، رسمياً استعادة السيادة الأردنية على منطقتي الباقورة والغمر، ووقف العمل بالملاحق الخاصة بهما في اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل.

دلالات