عيد الأضحى في اليمن... الحرب لم تهدأ

14 سبتمبر 2016
لم تهدأ المعارك في صرواح (عبدالله القادري/فرانس برس)
+ الخط -



لم يوقف عيد الأضحى، وتيرة المعارك الميدانية المشتعلة بين قوات الشرعية والانقلابيين في أكثر من محافظة في اليمن، وكذلك الغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي، على الرغم من الإجازة الضمنية التي دخلت فيها الجهود السياسية برعاية الأمم المتحدة، مع اقتراب العيد، ولم تجد دعوات تجديد الهدنة تفاعلاً رسمياً حتى اليوم.

وأكدت مصادر ميدانية من "المقاومة الشعبية" لـ"العربي الجديد"، وأخرى تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، تواصل المواجهات المسلحة خلال اليومين الماضيين. واستمرت الاشتباكات في منطقة صرواح، غرب مأرب، بعد أكثر من أسبوع على بدء قوات الجيش و"المقاومة"، عملية أطلقت عليها "نصر2"، وتهدف إلى تحرير المنطقة التي تعدّ من آخر أهم المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون. وشهدت خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة تقدمت خلالها قوات الشرعية، وسقط عشرات من القتلى والجرحى أغلبهم من الانقلابيين.

في تعز، التي تعد ساحة معارك كر وفر على أطراف المدينة وبعض مديرياتها الريفية، تواصلت المواجهات في يومي العيد، مع محاولات نفّذها الحوثيون والموالون لصالح، لاستعادة السيطرة على مواقع فقدوها الفترة الماضية غرب المدينة، إلا أن مصادر "المقاومة" والجيش أعلنت التصدي لهجماتهم وتكبيدهم خسائر في الأرواح والمعدات.

في محافظة الجوف، شمال البلاد، شهدت مديريتا المصلوب والمتون، مواجهات بين قوات الشرعية والانقلابيين، سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين. ونفّذت مقاتلات التحالف غارات ضد أهداف مفترضة للانقلابيين في مناطق المواجهات، وتواصلت بالتزامن غارات التحالف في صنعاء، استهدفت قاعدة الديلمي الجوية، ومناطق مختلفة يسيطر عليها الحوثيون والموالون لصالح.

ولم تكن محافظة صعدة والمناطق الحدودية بعيدة عن التصعيد في أيام العيد، إذ نفّذت مقاتلات التحالف العديد من الغارات في مديريات مختلفة قريبة من الحدود، وقام ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، بزيارة لافتة لتفقد جيش بلاده في مناطق الحدود. الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين مؤشراً على أن التصعيد في المناطق الحدودية قد يطول الفترة المقبلة، مع استمرار هجمات الحوثيين في المقابل.

ويأتي تواصل المواجهات والعمليات العسكرية خلال عيد الأضحى، على الرغم من دخول المسار السياسي بـ"جمود" مؤقت، مرتبط بإجازة العيد، التي أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ"العربي الجديد" أن أغلب دبلوماسيي الدول المشرفة على تحضير المشاورات، التزموا الإجازة، ومن المقرر أن يستأنفوا جهودهم السياسية في الأيام المقبلة.

وكان لافتاً، أنه وعلى الرغم من مرور ما يقرب من أسبوع على دعوة مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف في اليمن، إلى الالتزام والاحترام الكاملين لهدنة العاشر من أبريل/نيسان. وهي الدعوة التي أعقبت مطالبة أميركية أطلقها وزير الخارجية، جون كيري، أثناء لقاء عقده بوزير الدفاع السعودي، على هامش قمة الـ20، منذ أكثر من أسبوع.

المساهمون