وكرر السيسي حديثه المعتاد عن زيادة المرتبات، قائلاً: "عارف إن الدنيا غالية، بس أنتم بتضغطوا علينا.. وزي ما بتشكولي حالكم، أنا كمان بشكي لكم حالي، وحال بلدي للخروج من دائرة العوز، التي تتطلب كفاحاً مستمراً"، مسترسلاً "أجيبلكم منين؟ الناس مابتشحتش خلاص"، في إشارة إلى توقف منح دول الخليج المؤيدة للانقلاب.
وتابع السيسي: "أعلم جيدًا وضع مرتبات الموظفين، وأنها ليست جيدة بصفة عامة، وبحاجة إلى زيادتها"، مهاجماً أحد الحاضرين، لمطالبته بتفعيل كادر المدرسين، بقوله "قبل ما نقول الحاجة، لازم نفكر فيها كويس، وندرسها من جميع الجوانب. لا بد أن يشتمل الطرح على فكرة جديدة، ولا يكون طرح من أجل الطرح".
كما دعا المصريين إلى عدم "التألم" من الوضع الحالي، قائلاً "هناك تصميم على عبور المرحلة الراهنة.. ونحن لا نقتل أولادنا من إملاق، ولكن تنظيم النسل أمر هام، مراعاةً لأوضاعنا، وظروفنا، لو عاوزين نوفر موارد للتعليم، ووظائف مناسبة للشباب، لازم نضبط النمو السكاني الأول".
وأشار السيسي إلى أنّ "هناك دولاً في أوروبا لم يزد عدد سكانها على مدار 30 أو 40 عاماً، ولذا لا تعاني من التحديدات التي نواجهها.. النمو السكاني من ضمن التحديات المشتركة بين الحكومة، والشعب، وثقافة المجتمع التي شُكلت على مدار الخمسين أو الستين سنة الأخيرة آن لها أن تتغير".
وأضاف "الوضع الاقتصادي المتأزم سبب رئيسي في تدهور المنظومة التعليمية في مصر، ويجب مراعاة الثقافة العامة لدى الشعب، ونظرتهم للتعليم، قبل تطبيق نظام الثانوية الجديد العام الدراسي المقبل.. ومش هانعمل أي إجراء أو تعديل إلا بعد ضمان نجاحه على أرض الواقع بنسب حاسمة".
واعتبر السيسي أن "الإرهاب" والزيادة السكنية، هما أكبر خطرين يواجهان مصر في تاريخها، كونهما يقللان من فرص مصر في المضي للأمام، مخاطباً المواطن البسيط، بالقول: "انتبه، لأنك مسؤول أمام الله عن الأولاد الذين ستنجبهم، وما إذا كانت قدراتك المالية تتيح الإنفاق عليهم إنفاقاً مناسباً من عدمه، حتى لا تظلمهم، وتتحاسب".
وقال "أنا بتكلم من منظور ديني، أنت بتضيع أولادك، لأنك مش قادر تنفق عليهم، وتجيبهم، وتقول هايجوا برزقهم.. لا اسمح لي، ربنا بيقول ننظم قدرتنا، وإنجابنا على حسب قدراتنا.. والمرة دي بتكلم بصوت عال، عشان لو عاوزين نوفر موارد ووظائف، ومنظومة صحية للمواطنين".
وكان وزير التعليم، طارق شوقي، قد أشار إلى استهداف الحكومة بناء 100 ألف فصل دراسي خلال أعوام 2016، و2017، و2018، للقضاء على كثافة الطلاب، إضافة إلى 1735 فصلاً للمناطق المحرومة من الخدمات التعليمية، وافتتاح 28 مدرسة يابانية في أغسطس/آب المقبل، لاستقبال الطلبة من الحضانة حتى الصف الثالث الابتدائي.
وأضاف شوقي، في كلمته بجلسة "رؤية مصر 2030"، المنبثقة عن المؤتمر، أن هناك 11 مدرسة للمتفوقين تقبل أوائل الشهادة الإعدادية، بهدف تخريج طلاب متفوقين في مختلف العلوم، متابعاً "نعمل على زيادتها إلى 27 مدرسة بواقع واحدة في كل محافظة، فضلاً عن مشروع مدارس النيل، المستوحى من جامعة كامبريدج البريطانية".
بدوره، قال وزير الصحة، أحمد عماد الدين، إن "النمو السكانى قد يأكل كل ما نبنيه، ونستثمره، ونحققه من مؤشرات اقتصادية، لذا لا بد من وقفة للدولة مع مشكلة النمو السكاني"، مشيراً إلى أن أفضل فترة مرت بها مصر في ضبط معدل الزيادة السكانية كانت خلال عامي 2005 و2006، وأسوأ فترة ما بين الأعوام 2011 إلى 2014.
وأضاف "إذا استمرت الزيادة السكانية، وفق المعدلات الحالية، فسيصل عدد سكان مصر إلى 120 مليون نسمة فى العام 2030"، منوهاً إلى ارتفاع أعداد المواليد إلى أكثر من مليونين و700 ألف نسمة من 2011 حتى 2014، وانخفاضها بنحو 80 ألف مولود في العام 2016.