الجزائر تنهي تطهير حدودها من ألغام زرعتها فرنسا

25 يناير 2017
جهود نزع الألغام استمرت لـ50 سنة (العربي الجديد)
+ الخط -
 أعلنت قيادة الجيش الجزائري، انتهاء عمليات كشف وتدمير الألغام التي خلفها الاستعمار الفرنسي، والتي استمرت لمدة 50 عاماً على الشريطين الحدوديين مع المغرب وتونس.  

وكشف قائد عمليات نزع الألغام في وزارة الدفاع الجزائرية، العقيد غرابي أحسن، أن "جهود نزع الألغام التي استمرت لأكثر من 50 سنة من العمل الميداني، سمحت بتدمير ما يقارب 5.8 ملايين لغم كانت مزروعة على طول الشريط الحدودي الشرقي بين الجزائر وتونس، والغربي بين الجزائر والمغرب.

وأكد العقيد غرابي، أن هذه العمليات سمحت أيضاً، بتطهير 42 مليون هكتار من الأراضي في المناطق الحدودية التي سيعاد استغلالها في الزراعة والأنشطة الاقتصادية والتنمية المحلية، بعدما ظلت لعقود ممنوعة من الاستغلال بسبب الألغام المزروعة فيها.



وتعود هذه الألغام إلى فترة الاستعمار الفرنسي، حيث لجأت سلطات الاستعمار الفرنسي، خلال احتلال الجزائر، إلى إقامة أسلاك شائكة وحقول من الألغام على الحدود الجزائرية الشرقية والغربية بطول 1710 كيلو مترات، في الفترة بين 1956 و1962، لمنع تسلل الثوار الجزائريين من تونس والمغرب، وإدخال السلاح والذخيرة لدعم الثورة الجزائرية.

وأقامت السلطات الفرنسية خط "موريس" نسبة إلى وزير الدفاع الفرنسي السابق، اندريه موريس، على الحدود الجزائرية الغربية مع المغرب، وعلى امتداد 700 كيلومتر، ووضع تحت مراقبة دائمة اعتباراً من شهر يوليو 1957، عبر زرع حقول من الألغام، وتم تعزيز هذا الخط بخط "شال" نسبة إلى الجنرال موريس شال، على الحدود الشرقية مع تونس وليبيا، ويمتد على طول الحدود التونسية 460 كيلومتراً، بين سنة 1958 و1960.

وتعترف السلطات الفرنسية بزرع 11 مليون لغم على الحدود الشرقية والغربية للجزائر، استغلت فيه المساجين الجزائريين الذين أجبرتهم على العمل في المشروع، وقامت بتهجير ثلاثة ملايين من الجزائريين من سكان المناطق الحدودية لإقامة الخطين المكهربين، وزرع حقول من الألغام، وفي 20 أكتوبر 2008 سلمت السلطات الفرنسية للجزائر رسمياً خرائط الألغام التي زرعها الجيش الفرنسي على الحدود.

 وتتسبب بقايا الألغام المزروعة سنوياً في عدد من القتلى والمعطوبين، حيث تسجل بشكل مستمر انفجارات عدد منها على سكان المناطق الحدودية.

وقال رئيس الجمعية الجزائرية لضحايا الألغام، محمد جوادي: أدت الألغام إلى مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص منذ عام 1963، إضافة إلى ما يقارب أربعة آلاف شخص أصيبوا بعاهات مختلفة.

ومنذ بداية سنة 1963، بعد سنة واحدة من استقلال الجزائر، أطلقت السلطات الجزائرية عملية تطهير المناطق الحدودية من الألغام، نفذتها مفارز متخصصة لسلاح هندسة القتال التابعة لقيادة القوات البرية.

وقال قائد عمليات نزع الألغام في وزارة الدفاع الجزائرية، العقيد غرابي أحسن، إن عمليات تدمير الألغام على الشريطين الحدوديين جرت في ظروف صعبة وفي مقدمتها تأثير الأحوال الجوية، وصعوبة التضاريس وكثافة الغابات والأحراش، بالإضافة إلى زوال معالم الخطوط الملغمة، مشيراً إلى أن هذه الألغام الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، حصدت أرواحاً بريئة وآلاف الضحايا المعطوبين على طول الشريطين الحدوديين الشرقي والغربي، سواء خلال الفترة الاستعمارية أو بعد الاستقلال.

وحتى اليوم، مازالت الألغام الفرنسية تحصد أرواح الجزائريين في المناطق الحدودية، كان آخرهم في انفجار لغم أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين في منطقة بشار قرب الحدود مع المغرب.