المالوف: فن لا يريد أن يخسر مستمعه

26 أكتوبر 2015
زبير التركي/ تونس
+ الخط -

يمثّل فن المالوف لكثيرين العمود الفقري للترات الموسيقي التونسي، باعتباره توليفاً بين المكونات المحلية والموسيقى التي جاءت مع هجرة الأندلسيين إلى شمال أفريقيا حين أتوا بأكثر الفنون السماعية تطوّراً في ذلك العصر (القرن 14 و15 ميلادي).

يبدو اليوم هذا الفن ميدان اشتغال من جديد، وهو ما يراهن على تقديمه عرض يوم غد، الذي يقام في "قاعة محمد الجموسي" في مدينة صفاقس التونسية. عرض يشارك في تقديمه "المعهد العالي للموسيقى" والفنان زيادة غرسة.

حاول المشرفون على الحفل الجمع بين مدارس ونكهات عديدة ضمن فن المالوف، حيث سيتم تقديم مالوف تونس العاصمة ومالوف مدينة صفاقس ومدينة قسنطينة الجزائرية، من خلال وصلات مثل "ذاكر البستان" و"تحية لزرياب" و"عزيّز قلبي".

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول قائد الأوركسترا التي تقيم العرض، فريد بن عمر: "نبحث عن التجديد في طريقة عرض موسيقى المالوف، من خلال تركيبة الشخصيات الموسيقية الحاضرة فيه، وتنويع المواد المقدمة جغرافياً وزمنياً، مع محاولة ابتكار تنفيذ جديد للألحان من خلال تركيبة تخت معاصرة".

يرى بن عمر أنه "من الضروري البدء في تجاوز الطريقة التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي في تنفيذ موسيقى المالوف، والتي يعتقد البعض أنها الوحيدة، ما صبغ هذ الفن بشيء من الروتين رغم أنها من تنظير موسيقيين كبار، ولكنها باتت اليوم لا تستجيب لذوق شريحة كبيرة من المستمعين لا نريد أن نخسرها".

يضيف: "نحاول أيضاً الاعتماد على أن المالوف موسيقى مشتركة بين عدة بلدان، أساساً تونس والجزائر والمغرب وإسبانبا، ما يسمح باستفادة كل هذه الموسيقات من بعضها، كونها التقت في وقت من الأوقات في ذائقة واحدة"، وهو يلاحظ "أن النفس الأندلسي في الموسيقى بدأ يجلب اهتمام الموسيقيين، مثلما حدث في وقت من الأوقات مع الموسيقى التركية". 


اقرأ أيضاً: التراث الموسيقي العربي.. مبنيٌّ للمجهول

المساهمون