"مؤتمر العلوم الإنسانية": إشكاليات تتجدّد ونقاط تتقاطع

24 مارس 2019
(فتحي إنقزو، من الجلسة الأولى)
+ الخط -

شهد أوّل أيّام الدورة السابعة من "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية"، الذي ينظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، عدداً من المحاضرات التي ناقشت مسألة المنهج، انطلاقاً من تخصّصات مختلفة في مجالات العلوم الإنسانية.

توزّعت الجلسة الأولى للمؤتمر على أربعة مسارات، مثل بقية الجلسات التي ستتواصل إلى يوم غد. ضمن (المسار أ)، حاضر كل من الباحث التونسي فتحي إنقزو والجزائري الزواوي بغوره، فيما أدار النقاش ياسر سليمان معالي. حملت ورقة إنقزو عنوان "الفهم والتفسير: مسائل المنهج وأصولها التأويلية في فلسفة ديلتاي"، وفيها يعود الباحث التونسي إلى السياقات التأسيسية لما عُرف بـ"علوم الإنسان" في القرن التاسع عشر، من خلال مدوّنة أحد الأسماء الأساسية في هذا السياق، الفيلسوف الألماني فيلهلم ديلتاي (1833 - 1911).

أمّا محاضرة الباحث الجزائري الزواوي بغوره، فكانت بعنوان "الفلسفة الاجتماعية: بحث في مفهومها ونظريتها وعلاقاتها"، وحاولت الإجابة عن أسئلة تتعلّق بكيفية تفاعل مجالات فكرية متنوّعة، من جهة الفلسفة ومجالاتها الأبرز؛ مثل الفلسفة السياسية والأخلاقية وفلسفة العلم وعلم الجمال، ومن جهة أخرى العلوم الإنسانية بتعدّد فروعها، ويركّز بالخصوص على مجال الفلسفة الاجتماعية باعتباره نقطة تقاطع بين كل ذلك. ربما يجدر هنا أن نشير إلى ما لم يشر إليه الباحث الجزائري وهو غياب فلسفة اجتماعية في السياق العربي، في وقت نحن في أمس الحاجة إليها، مقابل ذلك نشهد ازدهاراً كبيراً لها في السياق الغربي.

وخلال الندوة الثانية، التي ترأّسها المفكر الأردني فهمي جدعان، دافع الباحث العراقي عبد الجبار الرفاعي عن علم كلام جديد عبر مناقشته لأفكار عدد من المفكّرين في الهند؛ من بينهم محمد إقبال وفضل الرحمن، كما قدّم الباحث محمد بوهلال ورقة بعنوان "الكلام الجديد ومخاضات التأسيس".

وضمن محاضرات الندوة الثالثة من الجلسة الأولى، والتي أقيمت بشكل متواز زمنياً وأدارها محمد المصري، ناقش الباحث السوداني عبد الوهاب الأفندي "السجال بين المنهج والنظرية في وظيفة العلوم السياسية"، وقدّم حسن الحاج علي ورقةً بعنوان "القدرة على الاستدلال: إسهامات التحليل التتبعي في بحوث دراسات الحالة". وفي ندوة أدارها فيصل منصوري، قدّم الباحث التونسي محسن البوعزيزي ورقة بعنوان "المنهج والصدفة: مقاربة غير المتوقّع"، وحاضر الباحث الجزائري عبد الحليم مهورباشة حول "العلوم الاجتماعية من براديغم الفصل إلى براديغم التركيب".

وحاضر في الجلسة الثانية، التي تضمّنت أربع ندوات، كلٌّ من: نابي بوعلي، والحبيب الحباشي، وإقبال بن خلف الله، وحسين دباغ، سيد أحمد قوجيلي، ومهدي بنسليمان، وإيليا زريق، ومنير السعيداني. أمّا في الجلسة الثالثة، والتي تضمّنت أربع ندواتٍ أيضاً؛ فتحدّث كلٌّ من: منير الطيباوي، وعبد الإله جفال، وإيمان المخينيني، وامحمد جبرون، ومحمد حمشي، ومروة حامد البدري، ومحمد أوالطاهر، ومحجوبة قاوقو.

المساهمون