ليس حباً

02 ديسمبر 2016
"الغطاء" لـ يوسف قريشي/ الجزائر
+ الخط -

ليس حبّاَ لكن ما ذنبي إذا كنت لا أصنع من عواطفي حبّاً؟
فليكن ذنبي عظيماً لو قدرتُ، بدافعٍ من نقاءٍ مجنون أو رحمةٍ عمياء، أن أعيش يوماً بيومه، أن
اقترف عذوبةً مشينة
لكن العنف الذي أخدّر به حواسّي وعقلي منذ سنوات، كان الطريق الوحيد
في البدء لم يكن حولي، من بين الخدائع الراسخة والأوهام الضروريّة، سوى اللغة:
تلك التي لم يكن بإمكانها التعبير عن اللهاثات الأولى لطفل صغير،
عن شغوفاته الدنسة الما قبل - إنسانيّة،
بعدها في مراهقتي، عندما تعلّمتُ عن بلادي شيئاً غير بهجة الحياة الطفوليّة - في وطن ريفيّ
وساذج، لكنّه مطلق بالنسبة لي
وبطوليّ- اندلعت الفوضى.
داخل البورجوازية الجديدة و الهزيلة لريفٍ خالٍ من الطهر
كان الظهور الأول لأوروبا تدريباً لي على الاستخدام الأصفى للتعبير
ذلك الذي كان يعوّض ضعف الإيمان لطبقة تحتضر بالجنون و بكليشيهات الجمال:
حيث كان الوضوح غير اللائق للغة يفضح الرغبة اللاواعية في عدم الوجود
والرغبة الواعية في التشبّث بالامتياز والحرّية
الكامنين، بفضل نعمة كبرى، في الأسلوب.

* من مجموعة بازوليني "دين زمني هذا" الصادرة عام 1961

** ترجمة عن الإيطالية: مصطفى قصقصي

المساهمون