اللغة أيضاً عاطلة عن العمل

03 اغسطس 2018
ديانا الحديد/ سورية
+ الخط -

الأوطانُ لا تجوع إلّا إذا تنحى عنها
منسوبُها ومَن يَهِبُها هَواءه قرباناً،
بطونُ الأوطان لا تجوع إلّا إذا
اعتزَلت البِذارُ الدَفنَ في ضميرها،
جسدُ الأوطانِ لا يعجُزُ إلّا إذا
عبثَ في أوطانِ الآخرينَ صِغارُكَ
أيّها الوطن،
هواؤك...
ماؤك ...
جفافكَ ...
نومُكَ ...
يقظتُكَ ...
صَلاتُكَ ...
هؤلاء كلهم عاطلون عن الحياة
متى تسربَ الهلاكُ إلى بدنِكَ
أيّها الوطن.
اللغة أيضاً عاطلةٌ عن العمل
متى اجتنبَ اللسانُ النطق
وأخفقً بياضُ الصفحة
في صلحٍ ضائعٍ بين يراعٍ أحمقٍ
وكتابةٍ مجنونة
لا بياضاً حاضراً...
لا سواداً قلقاً...
لا تدويناً محرّراً...
فكيفَ للّغةِ أن تهرولَ و باطنُ قدمِها
يتعثرُ في الوصول إلى آذانٍ ناصتة.
القيامةُ أيضاً عاطلةٌ عن العمل
متى اعتزلَ الهواءُ عن العبور في البوق
أو ...
متى عدّلَ الهواءُ عن مجراه الأخير
لا قيامة...
لا فردوس...
لا جحيم...
ماذا فعلتَ أيّها الهواءُ؟
عطلتَ الكونَ برمتِه عن العملِ
بخذلانك ليقينِ البوقِ
أيّها الهواء.

المساهمون