"ساعة حرة".. محاضرات عن الطعام والفن وكوفيد-19

19 يونيو 2020
عمل للفنانة تاشا ماركس
+ الخط -

منذ انتشار كوفيد-19، أصاب الجميع الهلع ليس بسبب المرض وحسب، بل بسبب الخوف من عدم القدرة على الحصول على الطعام، ومن جهة أخرى بدأ ينظر إلى الطعام كمصدر مشتبه به للفيروس، وتهافت الناس على أماكن التسوّق في معظم مدن العالم للحصول على أكبر قدر من الغذاء، وبالغوا في تنظيف وتعقيم كل شيء منه وكأنهم ابتكروا اليوم عادات جديدة لها علاقة بالأطعمة؛ مرتبطة بالخوف من نقص الطعام والخوف مما قد يجلب الطعام من فيروسات معه إلى البيت.

من جانب آخر، كان للطعام والولائم حضور كبير في تاريخ الفن، وربما آخر حادثة متعلقة بالفن والطعام هي الموز الشهيرة التي علقها الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتالين نهاية العام الماضي، وأطلق عليها "كوميديان"، وكانت تمثل مشاركته في معرض آرت بازل في ميامي وبيعت بملبغ يصل إلى 120 ألف دولار قبل أن يأكلها الممثل دايفيد داتونا.

في هذا الإطار، يقيم "معهد كورتولد للفن" في لندن وبالتعاون مع "منتدى ساكلر للأبحاث" سلسلة من المحاضرات تحت عنوان "ساعة حرة مع كورتولد"، تتناول ثيمة "فن الولائم"، بمشاركة كل من الفنانة البريطانية آشا ماركس وهي مؤرخة في الفن والطعام، والباحثة الإيرانية سوزان بابايي والمتخصصة في فنون إيران والإسلام، والفنانة والكاتبة البريطانية ليسيت أوتون، والباحثة الصومالية فوزية إسماعيل وهي باحثة في تاريخ الطعام والهويات عبر العصور.

جلسة أمس التي استغرقت ساعة كانت مقدمة للبحث في تاريخ الفن والطعام وتاريخ فن الولائم في آن، وتنظيم وحفظ الغذاء عبر التاريخ، مع التركيز على التفكير المعاصر في الطعام، خاصة خلال فترة كورونا، وكيف جرى استخدامه في الفن.

الفنانة ماركس تناولت تجاربها في تنفيذ أعمال فنية مستلهمة من النوستالجيا، وربطت بين الحنين والغذاء، كما أنها تدافع عن استخدام الطعام كوسيلة فنية في مشاريع تتراوح من التجهيزات والمنحوتات وصولاً إلى المحاضرات التفاعلية والحلوى ذات الإصدار المحدود.

وتناولت في المحاضرة مشروعها الأخير العام الماضي، حيث أنشأت عملاً فنياً من البرونز له رائحة مثل حليب الأم، والذي صمّمته بهدف إثارة الشعور بالحنين واستحضار ذكريات عن الأمومة والرضع، معتمدة في ذلك على حاستي اللمس والرائحة.

أما المؤرخة الإيرانية الأميركية بابايي فقد بحثت في العلاقة بين الذوق البصري والذوق في تنظيم الطعام وطهيه ومذاقه كمفهوم من مفاهيم التمدن في الحواضر الإسلامية الحديثة المبكرة، وعلاقة الطعام بالمساحات والممارسات الاجتماعية، حيث كانت اسطنبول وأصفهان ودلهي من بين أهم المدن الحديثة المبكرة التي تم تجهيزها بمثل هذه المساحات المخصّصة من مطاعم ومقاه وحانات.

تطرّقت بابايي إلى التلاقي الملحوظ لأدلة الثقافة المادية والمصادر المكتوبة التي تشير إلى ظهور ثقافة طهي معقدة للغاية وممارساتها الاجتماعية الأوسع في منطقة الشرق الأوسط، وإيران بالخصوص، إلى جانب دراستها الروابط الوثيقة بين الطاهي والفنان في بداية تاريخ إيران الحديثة.

يُذكر أن سلسلة محاضرات "فن الولائم" تتواصل افتراضياً على موقع معهد كورتولد حتى نهاية الشهر الجاري، كما ينظم المعهد سلاسل أخرى تتناول ثيمات "الفن والمشاهد الاجتماعية"، و"الفلسفة والجماليات الجديدة"، و"تاريخ الفن والتغير المناخي" وغيرها.

المساهمون