إصدار جديد وغريب من نوعه، تحت عنوان "ترجمة ردئية لأغنيات عربية" أو ربما تكون هذه بدورها ترجمة سيئة لعنوان الكتاب الذي تصحّ ترجمته بـ"أغنيات عربية مترجمة بشكل سيء" للرسامة مليسا شلهوب وهو عمل توقعه اليوم في "غاليري ألترنيتف" في بيروت.
المهم أن كاتبته كانت تستمع إلى بعض الأغنيات الكلاسيكة، الحافلة بالصور الشعرية، وحين حاولت ترجمتها حرفياً إلى الإنكليزية وجدت أنها بلا معنى، بل إنها فقدت كل جمالها وبعض منها أصبح مضحكاً.
ولأن موهبة شلهوب في الأساس هي الرسم، فقد أصبحت تترجم الأغنيات بشكل سيء، أي حرفياً، وترسم المشهد الذي يظهر نتيجة الترجمة، ولكن لماذا؟
تقول شلهوب في حديث إلى "العربي الجديد" إنها قررت البدء في سلسلة من كلمات الأغاني المترجمة بشكل رديء "اخترت تلك التي أجدها غريبة وخارجة عن السياق ومشوشة".
تضيف: "أعني بـ"مترجمة على نحو سيء" أنها لا تنقل المعنى الذي خلف المجازات والاستعارات التي في النص العربي، والتي تميز مخيلة هذه الأغنيات، أحياناً يظهر الأمر شعرياً وأحياناً طريفاً وأحياناً سريالي".
تضيف "الرسومات المرافقة تعبر عن الطرافة والغرابة في هذه النسخ السيئة، وفي الكتاب خمسين منها، من الفلكلور لأغاني البوب في التسعينيات، إنها أغنيات اعتدنا عليها من دون أن نلاحظ ماذا تقول الكلمات، ولأنها أصبحت معروفة وقديمة نسبياً فهي اليوم من الكلاسيكيات".
لعبة شلهوب هذه يمكن النظر إليها كما ننظر إلى فن الكاريكاتير، ساخر وطريف لكنه انتقادي ويسائل مسألة بعينها. كأن شلهوب بذلك تسخر من عصر الترجمة الفورية الإلكترونية والتلقائية التي أصبحت متوفرة على كل وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحوّل ما يكتب إلى كلام آخر يفقد معناه ويقدّ فخاخاً للمتلقي، إنها تشير إلى أننا في عصر أصبح المعنى فيه مفقوداً في الترجمة، وفي أشياء أخرى من الحياة.
من جهة أخرى، تجعلنا رسومات شلهوب الكاريكاتيرية الساخرة، نفكر في الفارق الكبير في طرق التعبير عن الحب واللغة المستخدمة في ذلك بين الثقافات المختلفة.