"عرب وفرنسيون": عودة إلى إشكاليات التاريخ

25 مايو 2018
نديم كريم/ لبنان
+ الخط -

لم تشهد بقعة في العالم ذلك التعقيد الذي شاب العلاقة بين ضفتي المتوسط على مدار أكثر من ألفي عام، حيث توسعت الدول الكبرى جنوبه نحو شماله وبالعكس في حروب عديدة، وقامت الحضارة العربية على ما نقلته من معارف إغريقية، لتعود النهضة الأوروبية وتقوم على خلاصة ما قدّمه العرب من علوم.

تشابك الجغرافيا والتاريخ لا يزال يُلقي بظلاله اليوم، في ضوء ما تعيشه بلدان عربية من صراعات تستجلب تدخّلات دولية، وفي موجات اللجوء منها نحو القارة العجوز، أو في انتشار تيارات التطرّف التي تنحصر رؤية الغرب إليها من زاوية الإسلاموفوبيا.

كل هذه المواضيع ستكون حاضرة في الحلقات النقاشية التي تقيمها مؤسسة "فرانس ثقافة" و"معهد العالم العربي" في باريس اليوم الجمعة وتستمر لثلاثة أيام، وتحمل دورتها الرابعة عنوان "عرب وفرنسيون، يا له من تاريخ!"، حيث تنظّم محاضرات وعروض كتب وورش عمل "تسعى إلى تحقيق فهم أفضل للعالم العربي واكتشاف تاريخه وقضاياه الحالية في أوروبا عموما، وإدراك التحديات التي يواجهها اليوم"، بحسب بيان المنظّمين.

يشارك في التظاهرة حوالي 150 باحثاً سيناقشون تاريخ العلاقات بين الفرنسيين والعرب وتبعاتها وآثارها على القضايا الراهنة، منذ حملات القديس لويس الصليبية إلى سياسة فرنسا تجاه البلدان العربية، وكتابات، وتصفية الاستعمار، مروراً بالدراسات اللغوية المقارنة بين اللغتين العربية والفرنسية.

تكرّم الدورة الحالية أستاذ الرياضيات والمؤرخ المصري المقيم في باريس رشدي راشد (1936)، والذي وضع العديد من المؤلفات في تاريخ العلوم؛ من بينها: "تاريخ الرياضيات العربية"، و"علم المناظر وعلم انعكاس الضوء"، و"الجبر والهندسة في القرن الثاني عشر: مؤلفات شرف الدين الطوسي"، و"علم الهندسة والمناظر في القرن الرابع الهجري (ابن سهل - القوهي - ابن الهيثم)"، و"أعمال الكندي العلميّة"، وستعقد ندوة خاصة لمناقشة أعماله.

كما تنظّم ندورة أخرى حول الثيمة الأساسية للتظاهرة، يشارك فيه كل من الصحافية فيرجيني لاروس، والباحث غالب بن الشيخ، والمفكر الفرنسي جان ستاون، والباحثة إيناس صافي، والمفكر محمد شحرور، والمؤرخة ودومينيك دو كورسيل.

البحث حول إشكالية الفكر والعلم والنص، هو موضوع حلقة النقاش التي يقيمها "المعهد" في الثلاثين من الشهر الجاري، وهي فعالية تقام مرة كلّ شهرين، وتطرح قضية مركزية في المُجتمع العربي في الماضي والحاضر.

المساهمون