"أفريكايرو": أحمد عمر في القاهرة الأفريقية

04 يوليو 2015
الفنان في إحدى حفلاته
+ الخط -

في ألبومه الجديد، "أفريكايرو"، استثمر الموسيقي المصري أحمد عمر خبرته كموزّع، من خلال تنوّع لافتٍ بنى عليه قطع العمل الثماني، التي استمدّت روحها من عدة ألوان موسيقيّة، الإيقاعات الأفريقية أبرزها، إلى جانب اللاتينية والمصرية المحليّة.

في القطعة الأولى، "زجل في صوفي"، تشرع آلة القانون بوضع أساس نغَمي (rhythm) خالقاً إيقاعاً صحراويّاً، لا يسهل تمييز نوعه أو نسبه إلى منطقة بعينها، إذ يحار المستمع إن كان إيقاعاً خليجياً أم مصريّاً أم جنوب أفريقي؛ ما يشير إلى تميّزه. مهّد القانون للدخول الجماعي للآلات، وكان دخولاً مفاجئاً ولافتاً.

تنوُّع الإيقاعات الذي كان بازراً في القطعة، نتج عنه صولوهات اغترب فيها لاعبوها، ويُمكن مُلاحظة الأمر من خلال عدم وضوح بداية ونهاية الصولو، وبنيته النغمية التي في المنتصف. كما لم يكن الارتجال المزدوج المتبادل بين العود والناي موفّقاً، خصوصاً أن صوت العود لم يضف كثيراً للقطعة، بعكس الباص المزدوج الذي أغنى الصوت كثيراً.

رغم تكرار دخول الإيقاع في قطعة "وهم الوصول"، إلّا أنّ بدايتها كانت موفّقة. وهنا، كان أول ظهور للباص غيتار كآلة صولو. ومع أن "وهم الوصول" اتّسمت بالقالب البنائي نفسه الذي حملته القطعة الأولى، إلّا أنّ تأليفها كان بارعاً.

يستطيع المستمع إليها أن يلاحظ أنها تشبه "زجل في صوفي" من حيث التكرار النغمي للأجزاء أو الصولوهات، وطبقات الجمل أو تنوّعها، لكن اختلاف صوت آلة الصولو الجنوب أفريقية "الكورا" جاء في وقته، وبدورها سلّمت، بأسلوب مميّز، الصولو إلى الناي؛ ما أنتج قطعة موسيقية بدت خبرية، تحمل رسالةً ما.

القطعة الثالثة، "أفريقيا بالعربي"، كانت جملها سهلة الاستنتاج، إذ تكرّر صوت القافلة الصحراوي وإيقاعها المسيطر مجمل الألبوم. وفي "سفر الصحرا"، لعب الباص جُملاً خارج توقعات دوره؛ كآلة تملأ الفراغات الموسيقية لتحافظ على تماسك العمل، بل تجاوز هذا الدور إلى تشكيل هارموني لافت مع الموسيقى المكتوبة. لكن القطعة بدت مألوفة ولم تضف جديداً لقربها إلى سابقتها، باستثناء جزء بدا فيه صوت الباص شرقياً.

في "حرير"، خامس قطع العمل، يمكن الانتباه إلى التأثُّر بأعمال فتحي سلامة، وقليلاً بالموسيقى التركية. تمرّ القطعة مرور الكرام، لتنقلنا إلى "روح وجسد"، التي حملت نغمة متميزة، لكنها مستمرة في قالب التأليف نفسه، فسرعان ما يشعر المستمع باستمرار ثبات النغمة الواحدة (المونوتونية).

تغيّرت هذه الرتابة في "بحر أحمر"، إذ نستمع فيها إلى نغمة جديدة فعلاً، ويتضح هذا منذ الدخول. كما اتسمت بتأليف وتوزيع محكمين للغاية. ففي جزء من القطعة، لعبت آلة "الكيرار" الشبيهة بالسمسمية صولو توافقت فيه الآلات الوترية في تبادل العزف والمساندة، إذ جاء مدروساً ورشيقاً.

أما القطعة الأخيرة، "كبنلوجو"، فعادت لتقع في فخ التكرار، عدا القانون الذي كان أداؤه متغيّراً باستمرار.

دلالات
المساهمون