متسولة توفيت جنوب العراق وبحوزتها مبالغ مالية طائلة

30 يوليو 2017
الأموال المضبوطة في غرفة المتسولة المتوفاة(وزارة الداخلية العراقية)
+ الخط -



أعلنت الشرطة العراقية في محافظة النجف، جنوب العراق، اليوم الأحد، عن عثورها على جثة امرأة متسولة توفيت في غرفتها بأحد أحياء المدينة القديمة، وبحوزتها مبالغ ضخمة بيّنت التحقيقات أنها جمعتها من عملها في التسول، تصل إلى أكثر من 100 مليون دينار عراقي، إضافة إلى حلي ذهبية، وأموال بالدولار واليورو والين وعملات خليجية وآسيوية مختلفة.

ونقل بيان للشرطة عن العميد ماجد كاظم، من شرطة النجف، قوله "بعد ورود بلاغ بوجود امرأة كبيرة في السن تمتهن التسول، وتوفيت بشكل مفاجئ في غرفة لها داخل المدينة القديمة في النجف، تم دخول المكان وجرى العثور على أموال عراقية وعملات مختلفة داخل مكان سكنها في منطقة المشراق".

وأضاف البيان أنه "بحضور قائد شرطة النجف ومفارز شرطة، تم تفتيش المكان وعثر على الأموال العراقية، والعملات الأجنبية كانت ملفوفة في أكياس من النايلون، وعند عدّها وفرزها تم تثبيت وجود 72 مليونا و322 ألف دينار عراقي، و562 دولارا أميركيا، و90 ريالا سعوديا، و119 ليرة لبنانية، و10 يورو، و300 دينار كويتي، و440 تومان إيراني، و70 روبية أفغانية، و320 روبية باكستانية مع عملات نقدية هندية وأخرى غير معروفة فضلا عن العثور عن مشغولات ذهبية". وعرضت الشرطة بعضاً من تلك الأموال المضبوطة.

وأكد المحامي محمد حمزة، من غرفة محامي النجف، أن "الأموال ستبقى بحوزة القضاء ويتم البحث عن أي من أقربائها، أو من لهم حق في الإرث منها وفقا للقانون"، مبينا أنه "من الناحية القانونية إن الأموال التي لديها لا تعتبر غير شرعية، بل هي ملك لها ولم تغصبها من أحد بكل الأحوال".

بدوره، أكد الناشط في جمعية التعاون لحماية المستهلك، محمد المهداوي، لـ"العربي الجديد"، أن "ظاهرة الاستجداء والتسول، انتشرت بكثرة في الآونة الأخير في جميع محافظات العراق دون استثناء، ومن بين الأماكن التي ينتشر فيها المتسولون، تقاطع الطرقات وقرب نقاط التفتيش".

وأشار إلى استغلال الأطفال في التسول غير المباشر، من خلال بيعهم للمناديل الورقية أو العلكة وتوسّل المارة كي يشتروا منهم. ولفت إلى أن "ما يدعو للخوف والقلق، هو أن أغلب هؤلاء المتسولين ينضمون إلى عصابات، ويستغلون اسم النازحين في التسول، وهذا ينذر بالخطر داخل المجتمع".

تصنيف الأموال المضبوطة (وزارة الداخلية العراقية) 




وأضاف المهداوي أن "ظاهرة التسول ليست جديدة، لكنها ترتبط اليوم بأمور خطيرة وكبيرة، وربما تودي بحياة كثيرين بحسب الجهة التي ينتمي إليها المتسول، إذ يمكن أن يكون بالفعل منتميا إلى عصابة لخطف الأطفال، أو استغلالهم جنسيا وتهريبهم إلى خارج البلاد والتجارة بالأعضاء البشرية، فضلا عن استغلال المتسولين للأماكن السياحية والدينية، ومنها محافظات كربلاء والنجف".

ولفت إلى أنّ الازمة الاقتصادية ساهمت في تنامي هذه الظاهرة (التسول)، معتبرا أن تزايد أعداد الممتهنين لها، أثر سلبا على الفقراء الحقيقيين الذين يدفعهم العوز والفقر المدقع إلى مد أيديهم لطلب المساعدة، إذ لم يعد بالإمكان معرفة المتسول المحتاج حقاً من المتسول الممتهن لهذا العمل.

ودعا المهداوي إلى ضرورة التنسيق والعمل بين مختلف الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني، لتوعية المجتمع بمختلف شرائحه بمخاطر المتسولين للحد من هذه الظاهرة.

واعتقلت وزارة الداخلية العراقية في وقتٍ سابق عدداً من المتسولين تبيّن انخراطهم في عصابات مسلّحة، هدفها التلاعب بالأمن العام عبر المتسوّلين. في حين تشن قوات الأمن حملات دهم وتفتيش بين الحين والآخر، على بعض فنادق العاصمة التي يقطنها المتسولون.

وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن، في تصريحات صحافية سابقة، أن هناك من يشرف على عمل المتسولين في العاصمة بغداد، ويوجههم ويوفر لهم الحماية من أجهزة الأمن العراقية. لكن أجهزة الأمن لا تستطيع منع ظاهرة التسول نهائياً نتيجة انتشار الفقر والتشرد في عموم البلاد، غير أنها تحذر هؤلاء المتسولين باستمرار من الاقتراب من الدوائر والمؤسسات الأمنية، حسب مصادر من وزارة الداخلية العراقية.

وكانت مديرية شرطة محافظة النجف والمنشآت، قد أعلنت في شهر مايو/أيار الماضي، القبض على عدد من المتسولين في بعض أحياء المحافظة، وتنظيم حملة للقضاء على ظاهرة التسول في بعض الأحياء السكنية والأماكن العامة، وبالقرب من العتبات والمزارات الدينية.