الأسير سامي جنازرة.. معركة الإضراب ضد الاعتقال الإداري

26 ابريل 2016
من متضامن مع الأسرى إلى أسير (العربي الجديد)
+ الخط -
لم ينس أبناء مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين، جنوبي الخليل، في الضفة الغربية، مبادرات الأسير المضرب عن الطعام منذ الثالث من الشهر الماضي، سامي جنازرة (43 عاماً)، في إقامة الفعاليات المختلفة في المخيم، والتضامن مع الأسرى المضربين والمرضى.

إضراب جنازرة الذي خاضه ضد اعتقاله الإداري مضطراً، بعدما أخبره ضابط في مخابرات الاحتلال الإسرائيلي أنه تم اعتقاله ليكون قرار الإفراج عنه بيد المخابرات، وجد تفاعلاً ومساندة من أهالي مخيم الفوار، حيث خاض العديد من النشطاء إضرابا جزئيا مساندة له وغيرها من الفعاليات التضامنية معه خلال الأيام الماضية، فيما حضر نشطاء ومتضامنون معه من المخيم، قدر عددهم بأكثر من مائة، للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء.

يقول مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل، أمجد النجار، لـ"العربي الجديد"، على هامش الاعتصام، إن "سامي كان يتضامن مع الأسرى من مختلف الفصائل، ويمتاز بالمبادرة والتفاعل والمحبة من الجميع، وإن قضية إضرابه وجدت تفاعلاً إلى حد ما".

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير، سامي جنازرة، من منزله في مخيم الفوار، وهو أمين سر حركة فتح في المخيم، في 15 من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وحولته إلى الاعتقال الإداري، ثم جددت اعتقاله مرة أخرى، ما اضطره لخوض الإضراب عن الطعام، حيث لا يتناول سوى الماء بدون ملح، ويمتنع عن تناول المدعمات، في ظل تدهور حالته الصحية.


وتتذكر السيدة ريما جنازرة (33 عاماً)، في حديثها لـ"العربي الجديد"، زواجها من سامي قبل نحو 14 عاماً، حيث تزوجا ضمن مراسم شكلية نظراً لمطاردته من قوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000، واستمرت مطاردته نحو عامين، ذاقت فيها ريما المعاناة مع زوجها، إذ "لم تهنأ بعيشة العروس كما بقية النساء".

اعتقل سامي جنازرة عام 1987، حينما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، لمدة عامين ونصف العام، أفرج عنه بعدها، وحينما بدأت انتفاضة الأقصى الثانية، طاردت قوات الاحتلال سامي نحو عامين، اعتقل بعدها مدة 5 سنوات، ثم اعتقل عام 2011 مدة ستة أشهر، وبعدها بعام اعتقل مدة أربعة أشهر أيضاً، ليعاد اعتقاله مرة أخرى العام الماضي.

درس سامي جنازرة في جامعة الخليل 3 سنوات في تخصص إدارة الأعمال، لكن ظروف الاعتقال والمطاردة حرمته إكمال تعليمه، لكن رغم المعيقات والحرمان من الدراسة وممارسة حياته بشكل اعتيادي، لم يمنعه ذلك من القيام بواجبه الوطني.

لدى سامي 3 أطفال هم: فراس (13 عاما)، ومحمود درويش (8 أعوام) تيمنا بالشاعر الكبير الراحل، وماريا (5 أعوام).

حرم فراس من والده طيلة 5 سنوات من طفولته المبكرة، حيث اعتقل سامي قبل 40 يوما من ولادته بعد مطاردته خلال انتفاضة الأقصى، فيما حرم الأب من العيش مع فراس، لدرجة أن فراس كان ينادي عمه بابا.

"كان محزنا أن تجد فراس لا يعرف والده إلا من خلال الزيارات في السجن، حيث تستغرق الزيارة ما بين نصف ساعة إلى ساعة فقط، وبعد خروج سامي من السجن وجد صعوبة في التأقلم مع ابنه"، تقول انتصار جنازرة، شقيقة سامي لـ"العربي الجديد".


ترفض إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي الاستجابة لمطالب سامي بالإفراج عنه ووضع حد لاعتقاله الإداري، وأخبرته بضرورة إنهاء إضرابه كي تتفاوض معه وهو ما يرفضه سامي، ويؤكد الاستمرار بإضرابه رغم معاناته الصحية من عدة أمراض منها الروماتيزم وبعض مشاكل الكلى وآلام الأسنان، كما فقد من وزنه 20 كيلو نتيجة إضرابه، في حين تم عزله ونقله أكثر من مرة في عدة زنازين للعزل، يقول النجار.

"سامي شجاع وعنيد وصارم يفعل ما يريد، لن يكسره السجن، لقد حاول الاحتلال إخفاء إضرابه لنحو شهر، لكنه مستمر في إضرابه ويواصل معركته ضد اعتقاله الإداري، ونحن لا نعرف بأي سجن هو الآن، ونحن قلقون عليه، فحالته الصحية لا تسمح له بمواصلة الإضراب، أنا أناشد الرئيس محمود عباس وكل المسؤولين والمؤسسات التدخل لإنقاذ حياته"، تقول ريما.

ولم يتمكن "العربي الجديد" من إجراء مقابلة مع والدة سامي في اعتصام نظمته عدة مؤسسات حقوقية تضامنا معه في مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة، إذ تم نقلها للمستشفى نتيجة مواصلتها الإضراب هي وزوجته وشقيقته منذ 5 أيام، لكنها تفضل مساندة ابنها رغم أنها مصابة بالسكري والضغط ومرض القلب.

ماريا ابنه الخمس سنوات تقف بين المتضامنين، ترتدي قميصا طبعت عليه صورة والدها المضرب عن الطعام، وتقول لـ"العربي الجديد": "أنا بدي بابا يروح على الفوار، أنا مشتاقة له"، في إشارة لضرورة الإفراج عنه وعودته إلى المنزل لتعود الحياة كما كانت قبل اعتقال والدها.

وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من سبعة آلاف فلسطيني، منهم 750 أسيراً تحتجزهم رهن الاعتقال الإداري (بلا تهمة)، فيما وصل عدد أوامر الاعتقال الإداري خلال العام الماضي غلى 1248 أمر اعتقال إداري ما بين تجديد لأسرى معتقلين إداريا، أو أوامر اعتقال إداري جديدة.

في حين، يخوض الأسيران أديب مفارجة وفؤاد عاصي وهما من قرية بيت لقيا غربي رام الله وسط الضفة الغربية، علاوة على الأسير سامي جنازرة إضرابا مفتوحا عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري منذ مطلع الشهر الجاري.