في الخيمة التي نصبتها السلطات السودانية في العاصمة الخرطوم، تجلس المرأة وقد أشاحت بوجهها عن هؤلاء الإعلاميين الذين راحوا يلتقطون صوراً لها ولمهاجرين آخرين غير شرعيين أوقفوا في البلاد. وكانت السلطات قد جمعت هؤلاء الوافدين من مناطق أفريقية مختلفة، في خيمة ضخمة في فناء وزارة الدفاع، وعرضتهم على الإعلام خلال مؤتمر صحافي عقده مسؤولون أمنيّون أوّل من أمس. يُذكر أنّ هؤلاء كانوا يعبرون السودان في اتجاه ليبيا، قبل أن ينطلقوا صوب أوروبا طالبين اللجوء.
تفيد بيانات الأمن السوداني بأنّ 816 مهاجراً غير شرعي أوقفوا خلال محاولتهم دخول ليبيا عبر الحدود السودانيّة، ما بين 27 يونيو/ حزيران و16 أغسطس/ آب المنصرمَين. تجدر الإشارة إلى أنّ آلاف الأشخاص من أفريقيا جنوب الصحراء، يحاولون بلوغ ليبيا لينطلقوا من سواحلها نحو "الحلم" في قوارب مطاطية يتكدّسون فيها.
وتشهد السواحل الليبية في هذه الفترة، خصوصاً عند الجهة الغربية، تصاعداً في حركة الهجرة غير الشرعيّة، إذ يخوض المهاجرون الحالمون ببلوغ أوروبا سباقاً مع الوقت. لا بدّ من أن يستقلّوا قوارب الهجرة قبل حلول فصل الخريف. فتنطلق أسبوعياً أعداد متزايدة من القوارب، كثيراً ما تغرق قبل بلوغها السواحل الإيطالية، الوجهة الأبرز لدخول أوروبا. أمّا البحر، فيعيد جثث ركابها الى شواطئ ليبيا حيث يعمد السكان إلى دفنها.
قد يكون توقيفها نجّاها وولدها من موت محتّم. لكنّها ليست ممنونة. بالنسبة إليها، فاتتها فرصة الانتقال إلى "عالم أفضل".