المفكر الإسلامي طارق رمضان ينفي تهمة اغتصاب ناشطة تونسية

23 أكتوبر 2017
طارق رمضان(Getty)
+ الخط -


ينوي المفكر الإسلامي طارق رمضان رفع دعوى قضائية، اليوم الاثنين، أمام القضاء الفرنسي ضد الناشطة الفرنسية التونسية الأصل هندا عياري، بتهمة "الافتراء"، مكذباً خبر إعلان الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن رمضان اعتدى عليها في عام 2012.

وتغطي وسائل الإعلام الأجنبية قضية هندا عياري التي تحوّلت إلى العلمانية بعد أكثر من 20 عاماً قضتها متأثرة بالتيار السلفي، ومرتدية النقاب، وطارق رمضان أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة، التي وصلت إلى القضاء بعد اتهامات متبادلة.

وأعلنت عياري، يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اسم مغتصبها، وذكرت في تغريدة على صفحتها على "تويتر" أنه طارق رمضان. وجاء في نص التغريدة: إنه قرار صعب جداً، لكنني قررت أن الوقت حان لإعلان اسم المعتدي عليّ، إنه طارق رمضان.



وتوضح العياري في بيان نشرته على صفحتها على "فيسبوك"، اليوم الاثنين، أنها منذ اليوم الذي قررت فيه إعلان اسم المعتدي عليها وهي تتعرض يومياً لحملة تشهير و"إعدام" وتتلقى التهديد والشتائم، والسخرية من ماضيها، ونعتها بالكاذبة وبأن هدفها الترويج لكتابها (أصدرت كتاباً في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بعنوان: اخترت أن أكون حرة، تحدثت في أحد أجزائه عن حادثة الاغتصاب دون ذكر اسم المعتدي).



وتقول إنه لم يكن من السهل عليها أن تعلن اسم طارق رمضان، وأن تزيح الستار عنه في مشاركة منها في حملة #balancetonporc، وهي الحملة الفرنسية التي انطلقت بالتزامن مع حملة #MeToo الأميركية، إثر فضيحة المنتج الهوليودي الشهير هارفي واينستن بالاعتداء والتحرش بنساء في الوسط الفني وغيره، وتتجرأ الواحدة منهن تلو الأخرى بالاعتراف بما ألحقه بها من أذى.



وتشير عياري إلى أنها تجرأت على الكلام بعد مرور خمس سنوات على الاعتداء الذي تعرضت له ممن كانت تعتبره مثالاً حقيقياً لها وللمسلمين (تقصد طارق رمضان).

وتلفت إلى أنها كانت بحاجة للنصيحة بعد قرارها نزع حجابها في ذلك الوقت، لأنها كانت تريد إيجاد عمل لإعانة أطفالها، رغم شعورها بالذنب إثر ذلك، وإنها كانت تثق ثقة كاملة بذلك الرجل (طارق رمضان)، الذي أظهر لها بسلوكه أنها كانت مخطئة. وتؤكد استعدادها لسرد تفاصيل التجربة الصادمة أمام العدالة، رغم التهديد والتخويف الذي عانت منه سنوات، والذي استمر حتى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وتقول عياري إنها لا تملك الإمكانات المادية التي يملكها رمضان لتوكل أفضل المحامين على عكسه، لكنها مستعدة لخوض غمار المعركة. وتدرك أن ذلك يجعلها تخاطر بكل شيء في حياتها، لكنها تعتبر أن الرجل لا يجب أن لا يفلت من العقاب.

وتعتبر عياري أن أعداد النساء ضحايا العنف الجنسي أكثر بكثير مما يظن الناس، وأن أكثرهن لا يتكلمن، مشيرة إلى أنها لا تعرف من أين أتتها الجرأة للإفصاح عما تعرضت له، خصوصاً أنها أم، لكنها باتت بحاجة للتحرر من العبء النفسي الذي أسرها طوال السنوات الماضية، وأن تكون مثالاً للنساء اللواتي عشن تجارب مماثلة.


مهما كانت هوية الرجل المعتدي على النساء، لا يجب أن يفلت من العقاب، تضيف عياري، لأنه يتعامل مع المرأة على أنها قطعة لحم بخدمة غرائزه الوضيعة، ويفرض نفسه عليها بعنف. وتقول إنها بدأت بحرب فعلية لتطوي صفحة مؤلمة من حياتها قد تكلفها تدمير حياتها، مؤكدة أنها ستستمر حتى "لو مرغوا سمعتي بالتراب، لأنني ضحية ويجب أن أنتصر في النهاية".



وجاء في بيان للمحامي ياسين بوزرو، تناقلته وسائل إعلام عالمية، أن موكله طارق رمضان "ينفي قطعياً هذه المزاعم" وسيرفع شكوى اليوم الإثنين، بتهمة الافتراء. وطارق رمضان (55 عاماً)، بروفسور للدراسات الإسلامية في جامعة أُكسفورد البريطانية، عرف بتقديمه نصائح للحكومة في مجال مكافحة التطرف.

وتناولت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية سيرة رمضان، مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اختار رمضان، حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، للعمل في لجنة خاصة للمساعدة في التعامل مع التطرف في بريطانيا بعد هجمات 7/7 في لندن في عام 2005"، مضيفة أن رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أُكسفورد، عمل أيضا مع جماعة حرية الدين والمعتقد التي ترأسها عضو مجلس اللوردات عن حزب المحافظين، البارونة وارسي، والتي تقدم خدمات استشارية للخارجية البريطانية.

وتشير الصحيفة إلى أن رمضان سبق أن صنف ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم، بحسب مجلة تايم، مضيفة أنه بعد هجمات 9/11 وضع اسم رمضان، السويسري الجنسية، ضمن قائمة الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي حرمه من منصب أكاديمي تعليمي هناك. ورفع الحظر عنه في عام 2010.



وتقدمت الناشطة عياري (40 عاماً)، يوم الجمعة الماضي، بشكوى إلى النيابة العامة في روان، حيث مقر سكنها. وتتضمن اتهامات بارتكاب "جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية وأعمال عنف متعددة وتحرش وتهديد". وسبق أن أشارت عياري، وهي تونسية الأصل وأم مطلقة لثلاثة أطفال، إلى أن رمضان هددها بعد حادث الاعتداء بفترة قصيرة بأنه سيستهدف أبناءها إذا أبلغت الشرطة.

(العربي الجديد) 

المساهمون