مهارة العيش

21 يناير 2017
يمرحون (ياسين غيدي/ الأناضول)
+ الخط -
أحدهم قد يقول لك، إنه لا يمكن عيش الحياة بالفطرة. وإن كان وجودنا خاضعاً في النهاية لغريزة قد تضاف إليها عبارات أخرى، من قبيل الرغبة أو الإرادة أو الحبّ أو غيرها، إلّا أنها غريزة تندرج ضمن غريزة البقاء. قبل أن تكون، وقبل أن يكون آخرون، لم نسمع عن حياةٍ يتطلّب العيش فيها مهارات.

مجتمعات اعتادت تناول اللحوم باتت تبحث عن بدائل نباتية. ثمّة حراك ضد الطبيعة، والأبحاث والدراسات تتوالى. هذا عمل الباحثين الذين يتقاضون عليه رواتبهم. مرة يضعون نظرية حول فوائد اللحوم، فيثبتون حاجة البشر إلى تناولها، ومرة يقولون العكس، ويضعون مجموعة من البدائل التي تضمن غذاءً سليماً ومتوازناً. هؤلاء أنفسهم يتحدّثون عن فوائد القهوة، قبل أن يدينوها. ولم يعد في إمكاننا العودة إلى ما كنّا عليه، أو إصلاح طبيعة جديدة صنعناها بأنفسنا.

في هذه الطبيعة نفسها، بات علينا قراءة أساليب تمكّننا من العيش بسعادة، أو مجرّد العيش. لم يعد بمقدورنا أن نحيا بطبيعتنا. هنا خمسة أمور تجعلك سعيداً، وهناك أكثر من ذلك بكثير. بعض المواقع تقدّم لك خيارات أكثر، ولا بدّ أن تجد نفسك في إحداها.

لن تعيش فقط، بل ستمارس حياة. لن تولد وتكبر وتدرس وتعمل وتحب وتتزوّج وتنجب الأطفال وتصير جدّاً وتمرض وتموت. بين هذه المراحل، عليك تعلّم العيش ومواجهة الصعوبات. مقولة إن الحياة كفيلة بتعليمك لم تعد نافعة. الحياة قاسية، أم أنّها باتت أكثر قساوة في النظام الجديد الذي انخرطنا فيه، وفي سباقات نلهث لنكون أرقاماً فيها طوال الوقت.

أرقامٌ تلتقي بأرقام وتنجب أرقاماً. المشهد مسألة حسابيّة بامتياز. إما أن نجمع أو نطرح. وأكثر، نرغب في خلق معادلة جديدة. نريد أن نغلّب مشاعرنا السلبية ومشاكلنا وحياة فقدت بعضاً من طبيعتها. يمكننا البدء بتمارين اليوغا، والقراءة عن هرمونات تعلو نسبتها في أجسادنا، لتنتهي على شكل ابتسامة على ثغورنا. أو أنّه بمقدورنا ممارسة الرياضة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو اقتناء كلب أو قطّة، أو النوم جيّداً، أو الحصول على بعض الوقت لأنفسنا. وكلّما أغضبتك الحياة، وقد يحدث هذا يومياً، ما عليك إلا استعادة تقنياتك. مثلاً، توجّه إلى صفّ اليوغا، أو إلى النادي، أو اضحك. حتى أنت، يمكنك أن تبدأ بالضحك، فيتحوّل الأمر إلى عادة لديك. هذا هو الأهم. فالحياة عادة لم نخترها بإرادتنا.

لا يمكن لحياتك أن تسير جيّداً، اليوم، من دون قهوة صباحيّة وموسيقى جميلة وبعض المشي... تفاصيل بات عليك التخطيط لها. بذلك، تكون قد عرفت أن تعيش بمهارة. أتعتقد حقاً أنه بإمكانك العيش من دون أية مهارات؟ زاول الحياة، فتعشها.

المساهمون