جرعة أمل... حملة عراقية لدعم مرضى السرطان في البصرة

15 أكتوبر 2017
أحد شعارات الحملة (تويتر)
+ الخط -


لا يزال مرض السرطان يفتك بمئات العراقيين، لا سيما الأطفال منهم في محافظة البصرة في أقصى الجنوب العراقي، ما دفع ناشطين ومؤسسات إعلامية إلى إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لدعم مرضى السرطان الذين لا يستطيعون تحمّل كلفة العلاج.

مؤسسة "الأمل" الإعلامية أعلنت عن رعايتها حملة "جرعه أمل"، والتي تسعى لتأمين تكاليف العلاج لمرضى السرطان من الأطفال بعد الانتشار الكبير للمرض في الآونة الأخيرة، وتفاعل إعلاميون وصفحات ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة تحت وسم جرعة أمل لجمع التبرعات، والمطالبة بتخصيص مورد مالي ثابت من إيرادات البصرة لدعم المستشفى ومراكز علاج السرطان، لافتين إلى أن التبرعات هي مجرد حلٍّ مؤقت، لا يمكنها أن تحل أزمة بالكامل.

علّق الصحافي مصطفى الحديثي‏ قائلاً "أطفال العراق بحاجة ماسة إلى #جرعة_أمل".



وقال المغرد خالد توفيق هادي‏ "إن أكثر من 2000 مريض راجع مستشفى الطفل للأمراض السرطانية في البصرة منذ افتتاحه، والمستشفى بلا أموال".

واعتبرت صفحة "الخوة النظيفة‏" إن "حملة جرعة أمل هي بشرة خير، وعسى ألا يكسب المسؤول العراقي الفاسد صفقات جديدة منها على حساب أطفال السرطان كما يفعل حين يعتاش على جثثنا".



وعلق الكاتب الصحافي منتظر العمري بالقول "أكثر من 40٪ من الميزانية العامة للدولة تذهب إلى جيوب المسؤولين، بينما المواطن يعتصره الألم، ينتظر جرعة أمل من وراء الحواجز".



وأوضحت وزارة الصحة العراقية في بيان لها أن أساس الأزمة ناجم عن قلّة المخصصات المالية، إذ انخفضت الموازنة السنوية المخصصة للأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية بنسبة 60 في المائة عن الأعوام التي سبقتها.

وأشار البيان إلى أن الوزارة تُجهّز المُستشفى بكلّ الحصة المطلوبة من عُقود أدوية سرطان التي تصل للوزارة، ويعتمد وصولها على التمويل الذي شكل المشكلة الكبرى، ويلقي بثقله الكبير على الوزارة.





وتابع "لدينا عقود لـ 13 مادة دوائية للأمراض السرطانية ننتظر تمويلها منذ ثلاثة أشهر، وصلت إلى المطار بجهود استثنائية مع الشركات وهي لم تموّل لحد الآن من وزارة المالية رغم موافقة رئيس الوزراء للتمويل، ولمرض السرطان نسب وفيات عالمية لا نستطيع أن نمنعها أو نحدّ منها، مع استمرار نشر صور لأطفال متوفين لاستغلال مشاعر المواطنين من قِبل بعض الإعلاميين مع الأسف الشديد".




وأوضحت الوزارة أنها توفر الأدوية غالية الكلفة التي لا يستطيع المواطن تحمل تكاليفها، ويصل سعر الإبرة الواحدة إلى أربعة آلاف دولار وبعضها إلى ألف دولار.

وجدّد عضو مجلس النواب عن محافظة البصرة، جمال المحمداوي، مطالبته الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية بتحمّل مسؤوليتها في معالجة مشكلة شح أدوية السرطان في البصرة. وقال في بيان صحافي إن نقص علاج أمراض السرطان في مستشفيات البصرة دفع المواطن إلى شرائها وهذا فاقم أزماته.

وعزا المحمداوي شح الدواء إلى عدم تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بتخصيص مبلغ 500 مليون دينار عراقي شهرياً لشراء أدوية السرطان.





وقال مدير مستشفى الطفل الدكتور علي العيداني، في تصريح صحافي، إن "الحكومة عجزت عن توفير التخصيصات المالية اللازمة وتم توفير بعض الأموال من الشركات النفطية والمتبرعين من خارج القطر وتجار ومنظمات المجتمع المدني".

وبيّن أن المستشفى "كان يصرف 400 مليون دينار شهرياً في السابق، لكن المبلغ الآن لا يصل إلى الثلث من الوزارة ودائرة صحة البصرة".



يذكر أن مئات الأطفال في العراق ومحافظة البصرة التي تبعد عن بغداد (550 كم) أقصى جنوب العراق، يعانون من أمراض السرطان التي خلّفتها الحروب التي مرّت بها البلاد.



المساهمون