الفلوجة: الحصار يدخل شهره السادس

05 ابريل 2016
خبز يتناوله أهالي الفلوجة إن توفر( فيسبوك)
+ الخط -
دخل حصار الفلوجة الخانق شهره السادس على التوالي، بعد أن قطعت القوات العراقية كافة الطرق المؤدية إلى المدينة، مانعة مرور الشاحنات المحملة بالأغذية والأدوية، والتي يساهم قصف الطيران الحربي بين حين وآخر في إغلاق المعابر المنتشرة حولها.

ويواصل الناشطون والإعلاميون حملة واسعة لإغاثة أهالي الفلوجة المحاصرين داخل مدينتهم.

وذكر ناشطون من مدينة الفلوجة (55 كم غرب العاصمة بغداد) أن العديد من أهالي المدينة يموتون ببطء بسبب الجوع ونقص الدواء، خاصة الأطفال وكبار السن منهم والمصابين بالأمراض المزمنة.

وقال الناشط علاء الفلوجي لـ"العربي الجديد": "حتى الآن توفي أكثر من 15 رجلاً بينهم كبار سن ومرضى مصابون بالسكري والضغط وأمراض القلب نتيجة شح الأدوية، كما توفي نحو 10 أطفال خلال الأسبوعين الماضيين بسبب الجوع وشح حليب الأطفال".

وأضاف "أصبحت الأسر المحاصرة داخل المدينة تتناول وجبة واحدة في اليوم فقط إن توفرت، ولا تزيد عن بعض التمر أو الخبز المصنوع من نبات الدخن المخصص لطيور الزينة، وهو شحيح جداً ولا يستطيع الجميع شراءه".


ويتهم وجهاء الفلوجة الحكومة العراقية بمحاولة ارتكاب ما وصفوه بالإبادة الجماعية بحق الأهالي الأبرياء داخل المدينة، بعدم توفير ممرات آمنة للخروج أو إدخال الدواء والغذاء.

وقال عامر الدليمي أحد وجهاء الأنبار: "الحكومة العراقية وتنظيم "داعش" يتحملان مسؤولية حياة نحو 100 ألف مدني داخل الفلوجة بينهم ما لا يقل عن 7000 آلاف طفل رضيع لا ذنب لهم بما يجري".

وأوضح " قبل نحو عام أصدر تنظيم "داعش" قراراً بمنع الأهالي من الخروج من الفلوجة في وقت لم يتوقف فيه القصف على الأحياء السكنية ومنعت القوات العراقية فيه إدخال أي أغذية أو أدوية وبالتالي فهي إبادة جماعية يتحملها الطرفان المتصارعان".

ولم يتبق في مدينة الفلوجة من الغذاء سوى بعض الخضروات الشحيحة التي لا تسد رمق الجائعين، في وقت توقفت فيه أعمال الناس ومصالحهم بسبب القصف اليومي وإغلاق الطرق.

فلاح المحمدي (37 عاماً) بيّن أن" الأعمال والمصالح متوقفة، ولا توجد سيولة مالية لدى الأهالي والحكومة أوقفت رواتب الموظفين والمتقاعدين بحجة أن تلك الأموال تذهب إلى داعش وهذا غير صحيح بالمطلق".

ويتابع "الجوع والقصف يفتكان بنا والمشكلة تكمن في الأطفال الصغار والرضع منهم، ولا يعرف الأهالي ماذا يطعمونهم في ظل انعدام حليب الأطفال، أما كبار السن والمرضى فهم يموتون ببطء كل يوم لعدم توفر الدواء".

وأصبح الحصول على رغيف صغير من خبز نبات "الدخن" ضرباً من الحظ، أما التمر فقد استنفذ الأهالي مخزونهم منه وأكلوا حتى التمر المتعفن.


ويشرح ماضي خلف (51 عاماً) من أهالي الفلوجة لـ"العربي الجديد" أن " المدينة خلت تقريباً من الدقيق والرز والزيت وحليب الأطفال والدواء، فالجوع يقتلنا ببطء، وأصبح سقوط قذيفة أو صاروخ أو برميل على منزل وقتل أهله أمراً معتاداً ويومياً".

وفي وقت يناشد فيه الأهالي والناشطون عبر حملتهم التي أطلقوها تحت وسم "الفلوجة تقتل جوعاً" ردت الحكومة العراقية بقصف أحياء المدينة بالبراميل المتفجرة ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين.

وكان مجلس محافظة الأنبار حذر في بيان سابق نهاية الشهر الماضي من مضايا ثانية في الفلوجة، داعياً رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إنقاذ الأهالي المحاصرين أو الاستقالة من منصبه.

ووصل عدد الضحايا من المدنيين في الفلوجة منذ بدء العمليات العسكرية مطلع 2014 وحتى اليوم إلى أكثر من 10 آلاف قتيل وجريح أغلبهم نساء وأطفال بحسب إحصائية رسمية لمستشفى الفلوجة التعليمي.