مختصون: تجريم "الإسلاموفوبيا" في أوروبا يقضي عليها

29 فبراير 2016
تظاهرة ضد العنصرية في باريس (الأناضول)
+ الخط -
أفاد خبراء في أوروبا، بأنّ ظاهرة العداء للدين الإسلامي المنتشرة في القارة الأوروبية، وصلت مرحلةً مثيرة للقلق، معربين عن اعتقادهم بأنّ إدراج "الإسلاموفوبيا"، ضمن قائمة جرائم الكراهية، سيساهم بشكل إيجابي في حل هذه المشكلة.

وأشار رئيس دار فكر "سينكوت" في بلجيكا، بكر غونش، إلى زيادة التعصب والتمييز ضدّ المسلمين في أوروبا، خاصة بعد تفجيرات باريس التي جرت أواخر العام الماضي. وأوضح أنّ أوروبا بدأت بإيلاء المزيد من الاهتمام بالسياسات الأمنية، وأنّ هذه السياسات تقيّد حقوق المسلمين بشكل تلقائي، داعياً إلى عدم تقييد حقوق المسلمين بحجة الإرهاب.

ولفت غونش إلى عدم وجود عقوبات رادعة في أوروبا للحد من الاعتداء اللفظي والجسدي تجاه المسلمين، "لا توجد في أوروبا لوائح قانونية، تفرض عقوبات رادعة على الذين يعتدون على المسلمين، وطالبنا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بإجراء بحث عن الاعتداءات على المسلمين في الدول الأوروبية، والعقوبات الصادرة بحق المعتدين".

وتابع "هناك فراغ قانوني في هذا الخصوص، ففي أماكن كثيرة لا نستطيع رفع دعوى قضائية، ولا تصدر عقوبات رادعة بحق المعتدين، فالمحاكم تقوم بتخفيف العقوبات، أو تؤجلها، لذا يجب إجراء تعديلات قانونية في هذا الصدد".

من جانبه، أكّد أمين عام منظمة "مبادرة مسلمي أوروبا من أجل التكامل الاجتماعي"، باشي قريشي، أنّ ظاهرة الإسلاموفوبيا، عبارة عن أيديولوجيا ناتجة عن مفهوم ينص على أنّ "كافة المسلمين سيئون".

وأعرب قريشي عن اعتقاده بأنّ الإسلاموفوبيا تستند إلى خلفية تاريخية، وأنّ الإعلام والسياسيين يقومون بتعميق هذا الفكر، داعياً في هذا الصدد إلى وجوب العمل مع كافة شعوب أوروبا، لوقف انتشار هذه الظاهرة. وحذر من نشوب مشاكل كبيرة للمجتمع الأوروبي في حال لم يتم الحد من انتشار الإسلاموفوبيا.

بدوره، أوضح مدير العلاقات الخارجية في الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا، زكريا ألتوغ، أنّ مسلمي أوروبا لا يستطيعون أداء واجباتهم الدينية بحريّة، الأمر الذي يدفع الجيل الناشئ إلى الوقوع في فخ منظمات مثل داعش وغيرها، أو أنهم يضيّعون هويتهم الإسلامية ويتورطون في جرائم مختلفة.

ونوّه ألتوغ إلى أنّ محاولة القضاء على الثقافة الإسلامية، تعني تشجيع التطرف، لافتاً إلى أنّ القوانين المتعلقة بالمسلمين في النمسا تدفعهم إلى العزلة والابتعاد عن المجتمع. وصرّح بأنّ حل هذه المشكلة يكمن في اعتناق المسلمين مبادئهم الحقيقية وتمسكهم بهويتهم الأصلية، إضافة إلى تقديم الدعم المطلوب لهم.

وتطرق ألتوغ إلى معاناة النساء المسلمات خلال العمل خارج المنازل في أوروبا، قائلاً "ليس الآباء والأزواج هم الذين يبعدون النساء المسلمات عن العمل في أوروبا، إنما النظام القائم في قطاعات العمل والسياسات المتبعة من قِبل الحكومات هي التي تحول دون عمل المسلمات في الخارج".



اقرأ أيضا:جزيرة بريطانية ترفض استقبال اللاجئين السوريين بسبب الإسلاموفوبيا