تصريحات متضاربة تقلق خريجي نظام الانتساب بالسعودية

24 فبراير 2016
جامعيون سعوديون (العربي الجديد)
+ الخط -



يعيش طلاب الانتساب في الجامعات السعودية حالة من القلق جراء تناقض قرارات وزارة التعليم بشأنهم. فبعد دعم وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل لهم وإدخالهم في دائرة التوظيف التعليمي، نقض الوزير الحالي الدكتور أحمد العيسى قرارات سلفه، وألمح إلى احتمال إلغاء النظام بأكمله، ما تسبب بحملة كبيرة ضده، قد تؤدي إلى إعفائه من منصبه.

وبعد أقل من يوم على تصريحات وزير التعليم، أثير الحديث عن مسودة خطاب موجه من وزارة الصحة إلى وزارة الخدمة المدنية تطالبها فيه بعدم قبول الخريجين بنظام الانتساب في الوظائف الصحية، ما سبب قلقاً في أوساط نحو أكثر من نصف مليون طالب جامعي بنظام الانتساب (الدراسة عن بُعد، أو من المنزل) على مستقبلهم الوظيفي.

وحاولت وزارة الصحة التخفيف من الصدمة على الخريجين بتأكيدها أن المسودة لم تُوقع بعد، في حين أن القرار الموجه إلى وزارة الخدمة المدنية المعنية بتعيين موظفي الدولة قد يصدر رسمياً الأسبوع المقبل.

ويتنامى شعور لدى أغلب المسؤولين بأن نظام الانتساب لا يوفر التعليم الكافي للطالب لكي يكون ممارساً طبياً، أو حتى معلماً، في ظل وجود مئات الألوف من طلاب الانتظام ينتظرون دورهم في التوظيف.

اقرأ أيضاً: السعودية تدرس تخصيص التعليم بعد الصحة

وأكد على ذلك صراحة وزير التعليم أحمد العيسى، الذي أعرب لمجموعة من طلاب الانتساب حاولوا التظلم له بعد تأخر توظيفهم كمعلمين، عن عدم قناعته بشهاداتهم من الأساس، كاشفاً لهم عن نيته مخاطبة الجامعات لإيقاف نظام الانتساب لعدم قناعته بالمخرجات.


هذا التصريح أثار حفيظة طلاب الانتساب، وأكد شايع الحارثي المتحدث باسمهم خلال لقائهم بالوزير العيسى أن مشكلتهم بدأت عندما أقر وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل ضوابط لتعيين خريجي الانتساب، ومن بينها إعطاء الأولوية للمنتظمين، ما يعني تعيين خريجي الانتساب بعد توظيف كل المتقدمين من خريجي التعليم المنتظم، ما يجعل فرص خريجي الانتساب مستحيلة نظراً للأعداد الهائلة من المتقدمين للوظائف من المنتظمين.

وأضاف "لا يوجد نظام يسوغ لهم اتخاذ هذا القرار، ونحمّل وزارة التعليم مسؤولية إقصاء خريجي الانتساب عن الوظائف التعليمية".

ورفع الطلاب المنتسبون خطاب تظلم لوزير التعليم، الذي رد عليهم بالقول "شخصياً لست مقتنعاً بأن خريجي الانتساب يصلحون للعمل في الوظائف التعليمية، وطالبو العمل من المنتظمين كثر، وهم أولى من خريجي الانتساب".

من جهتها، نفت وزارة التعليم أن يكون الوزير قد أصدر أي قرار بخصوص مستقبل طلاب الانتساب، ولكن هذا التصريح لم يكن كافياً لطمأنة طلاب الانتساب ولا التخفيف من حدة الهجوم على الوزير، والذي وصل لدرجة المطالبة بإقالته من منصبه.

وسرت بالأمس شائعة قوية بإقالته، بعد أن ألغى الوزير العيسى مسمى وزير التعليم من تعريفه على حسابه الرسمي والموثق في موقع التدوين المصغر تويتر، قبل أن يعود بعد ساعات ويكتب الوصف مجدداً. هذا الأمر دفع المختص بشؤون التعليم وليد الزوادي للقول: "هناك حديث قوي يتم تداوله عن إقالة الوزير العيسى، وتعيين وزير جديد قد يكون المدير السابق لجامعة الملك سعود، ولكن الأمور ستتضح أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة، ربما الإثنين المقبل، موعد جلسة الوزراء الأسبوعية".

اقرأ أيضاً: السعودية تطبق شروطا جديدة لابتعاث الطلاب

المساهمون