المغرب يرسل وفوداً دينية إلى العالم في رمضان

16 يونيو 2016
أئمة المغرب في أوروبا (العربي الجديد)
+ الخط -

بعث المغرب في شهر رمضان وفودا دينية مكونة من زهاء 220 عضوا، موزعين بين قراء للقرآن وأساتذة جامعيين ووعاظ ومرشدين دينيين، إلى العديد من البلدان الأوربية والأميركية، وذلك من أجل إمامة الصلاة وإلقاء المحاضرات والمواعظ الدينية.

وأرسلت وزارة الأوقاف، بالشراكة مع مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج، وفود القراء والوعاظ إلى الجاليات المغربية في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وكندا والسويد والدنمارك وبريطانيا وسويسرا وجبل طارق والولايات المتحدة الأميركية.

وحظيت فرنسا بالعدد الأكبر من الوعاظ والمقرئين خلال رمضان الحالي، بعدد وصل إلى 63 فردا، منهم 7 أساتذة جامعيين و41 واعظا دينيا و15 قارئا للقرآن، تليها ألمانيا بـ37 فردا، وهولندا 30، وبلجيكا 27، وإسبانيا 26، وإيطاليا 26، وكندا 9، و4 إلى الولايات المتحدة.
وأكدت "مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة في الخارج" أن الشأن الديني يحظى لدى الجالية المغربية بالأولوية والاهتمام، باعتبار الإسلام محور الهوية الحضارية والثقافية المغربية التي تتجسد في تنامي عدد المساجد والجمعيات والمراكز الثقافية التي تمتلكها أو تديرها هذه الجالية.

وتنضم مهام الوفود الدينية المرسلة إلى عدد من بلدان العالم برنامج الوعظ المتواصل الذي يشرف عليه وعاظ مهمتهم الأولى إرشاد الأئمة في المساجد والمراكز الإسلامية التابعة للجالية المغربية، وبرنامج الوعظ الموسمي، ويتجلى في إيفاد بعثة دينية للقيام بالتنشيط الديني خلال شهر رمضان.

وبحسب المسؤولين عن إرسال الوفود الدينية، فإنه يشترط في الواعظ أو المرشد الذي يمارس مهامه في رمضان في بلدان أوروبا وأميركا، أن يتمتع بالكفاءة والتخصص في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، وأن يكون لدى الوعاظ كفاءة مهنية وعلمية مصادق عليها من طرف المجالس العلمية.

ويقول منتصر حمادة، الباحث في الشأن الديني، لـ"العربي الجديد"، إن هذه المبادرة المتعلقة بإرسال وفود دينية، مكونة من قراء ووعاظ ومرشدين ومرشدات دينيات أيضا في شهر رمضان إلى الجاليات المغربية تكاد تقترب من مقام تأكيد الحضور وإثبات الذات".

وأفاد حمادة بأنها مبادرة تأتي في سياق التفاعل مع ارتفاع الطلب على الأئمة المغاربة خلال السنين الأخيرة من طرف عدة دول أوروبية، على هامش تفاعل مع وقائع العنف والتشدد والتطرف، وتأتي أيضاً تفاعلاً مع ارتفاع طلبات الجالية المغربية المقيمة في أوروبا.

وأشار إلى أن "الوضع الإسلامي في أوروبا يزداد تعقيداً بفعل صعود أسهم مشاريع دينية مشرقية أثارت القلاقل الأمنية والاجتماعية لمسلمي القارة العجوز"، مبرزا أن "هذه البعثات تساهم قدر المستطاع في التفاعل الإيجابي مع تلك المستجدات".

وذهب منتصر حمادة إلى أن إرسال هذه الوفود عمل متواضع أمام ما هو مطلوب، ولكنه أفضل كثيرا من ترك الساحة للفراغ كما جرى سابقا"، داعيا إلى "ضرورة التدقيق في المعنيين بهذه المبادرة، وألا تصبح مفتوحة أمام أسماء معينة دون سواها" وفق تعبيره.

دلالات
المساهمون