وذكر زيد، في بيان صحافي أمس الثلاثاء، أن معاناة المهاجرين المحتجزين في ليبيا تصدم الضمير الإنساني. وقال إن ما كان وضعاً صعباً أصبح كارثياً.
واعتبر أن سياسة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بمساعدة خفر السواحل الليبية على اعتراض المهاجرين في البحر المتوسط وإعادتهم، غير إنسانية.
وأضاف المفوض السامي أن نظام احتجاز المهاجرين في ليبيا لا يمكن إصلاحه، وأن بدائل الاحتجاز هي الوحيدة التي يمكن أن تنقذ حياة المهاجرين وأمنهم الجسدي، وتحافظ على كرامتهم، وتحميهم من مزيد من الفظائع.
وتابع: "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغضّ الطرف عن أهوال لا يمكن تصورها والتي يعاني منها اللاجئون، أو أن يتظاهر بإمكانية إصلاح الوضع من خلال تحسين الظروف في أماكن الاحتجاز فقط".
— Trisha Thomas (@TrishaThomasAP) ٧ نوفمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وزار مراقبو حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة مراكز احتجاز في طرابلس بين الأول والسادس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأجروا مقابلات مع محتجزين فارين من الصراعات والاضطهاد والفقر المدقع في دول من أنحاء أفريقيا وآسيا.
وقال زيد إن المراقبين صدموا لما شاهدوه من أوضاع آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين يعانون من الهزال والصدمات، والمكدسين فوق بعضهم بعضاً، والمحتجزين في مستودعات لا تتوفر لهم فيها أبسط الضروريات، ليحرموا من كرامتهم البشرية.
— teleSUR TV (@teleSURtv) ٩ نوفمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال مهاجر من الكاميرون لمراقبي الأمم المتحدة إن الحراس يضربون المهاجرين بالعصي الكهربائية لمجرد طلبهم الغذاء أو العلاج أو معلومات عما سيحدث لهم. وتحدثت نساء عن تعرضهن للاغتصاب والعنف الجنسي من قبل المهربين والحراس. وذكرت إحدى السيدات أنها أخذت من مركز الاحتجاز إلى منزل اغتصبها فيه ثلاثة رجال، من بينهم أحد الحراس.
آلاف المحتجزين
ووفق "إدارة محاربة الهجرة غير القانونية" الليبية، بلغ عدد المحتجزين في مرافق خاضعة لها، في أول الشهر الحالي، نحو 20 ألف شخص، بزيادة 7000 عن العدد المسجل في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، عندما احتجزت السلطات آلاف المهاجرين بعد اشتباكات مسلحة في صبراتة، التي تعد مركزا للتهريب والاتجار.
— Euro-Med Monitor (@EuroMedHR) ٤ نوفمبر، ٢٠١٧
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Euro-Med Monitor (@EuroMedHR) ٤ نوفمبر، ٢٠١٧
|
ويقدم الاتحاد الأوروبي وإيطاليا مساعدات لخفر السواحل الليبية لاعتراض قوارب المهاجرين في البحر المتوسط، بما في ذلك في المياه الدولية، على الرغم من مخاوف جماعات حقوق الإنسان بشأن تعرّض مزيد من المهاجرين إلى الاحتجاز التعسفي والتعذيب والعمالة القسرية والاستغلال.
خطوات حاسمة
ودعا المفوض السامي إلى وضع تدابير قانونية محلية وإلغاء تجريم الهجرة غير النظامية، من أجل ضمان حماية حقوق الإنسان للمهاجرين.
وحث مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات الليبية على القيام بخطوات حاسمة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في المراكز الخاضعة لسيطرتها، وفصل من توجد أدلة مقنعة على ارتكابه لتلك الانتهاكات، وإجراء تحقيقات ومحاسبة المسؤولين، والتأكيد علنا عدم التسامح مع هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى عدم احتجاز المهاجرين وفتح كل المراكز.
— Caritas Ambrosiana (@caritas_milano) ١٤ نوفمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
واختتم مفوض حقوق الإنسان بيانه بالقول: "لا يمكننا أن نظل صامتين أمام عبودية العصر الحديث والاغتصاب وغير ذلك من العنف الجنسي والقتل غير القانوني، باسم إدارة الهجرة ومنع اليائسين والمصدومين من الوصول إلى شواطئ أوروبا".
(العربي الجديد)