زلزال مدمّر يقتل المئات في باكستان وأفغانستان والهند

26 أكتوبر 2015
أضرار كبيرة في مناطق باكستانية (فرانس برس)
+ الخط -

قُتل أكثر من 260 شخصاً وأصيب المئات بجروح، بحسب الحصيلة الأولية، إثر زلزال مدمّر ضرب مناطق مختلفة في باكستان وأفغانستان والهند. وقد وصل عدد القتلى في باكستان إلى أكثر من 200 قتيل ووصل عدد الجرحى إلى 1200، فيما وصل عدد القتلى في أفغانستان إلى 60، ولم تعرف الأضرار التي خلّفها الزلزال في المناطق الهندية. وتعطّلت أعمال الإغاثة في معظم المناطق، بسبب تقطّع وسائل الاتصال وهبوط الظلام وعدم وجود وسائل إنقاذ مناسبة.

وتلقى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اتصالا هاتفيا من نظيره الهندي نريدر مودي، أعرب فيه الأخير عن حزنه الشديد إزاء الخسائر بسبب الزلزال، وأبدى استعداد بلاده للمساهمة في أعمال الإغاثة. كذلك أجرى مودي اتصالا هاتفياً بالرئيس الأفغاني أشرف غني، مبدياً استعداده للتعاون.

وطلب غني من هيئة مواجهة الكوارث ووزارة الصحة توفير المساعدات للمتضررين، وتوصيل أعمال الإغاثة إلى جميع المناطق المتضررة.

وحذّرت المصادر الطبية وهيئات الإغاثة من ارتفاع عدد القتلى والجرحى إلى الآلاف، لا سيما وأن هناك مناطق جبلية نائية في شمال أفغانستان وشمال شرق باكستان لا تعرف مدى الأضرار التي لحقت بها، نظراً لتعطل شبكات الهواتف. كما أن الانهيارات الأرضية أدت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال شرق باكستان كمدينتي جلجت وشترال.

ويؤكد أحد سكان مدينة كوهات القريبة للمقاطعات القبلية والمجاورة من مدينة بشاور عاصمة إقليم خيبربختونخوا، محمد ياسر، عبر الهاتف لـ "العربي الجديد" أنه أحصى في قريته أكثر من 80 منزلا مدمراً، وأن عشرات القتلى والجرحى قد تم نقلهم إلى المستشفيات، ولا يزال بعضهم تحت الركام.

ويشير ناشط اجتماعي في منطقة شانكله القريبة من مدينة سوات بشمال غرب باكستان إلى أن المستشفى الرئيسي استقبل حتى الآن عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأن إحدى المدارس الدينية في المنطقة قد انهارت بالكامل، وبقي عشرات الطلاب تحت الأنقاض، دون وجود أعمال إغاثية كافية.

اقرأ أيضاً نويد أحمد شودري: الحكومة لم تفعل شيئاً لأطفال القمامة

وفي مدينة بشاور عاصمة إقليم خيبربتختونخوا فقد وصل عدد القتلى إلى أربعين شخصا، كما أن عملية نقل المصابين إلى مستشفى ريدي ليدنك وخيبر الرئيسيين في المدينة مستمرة. وأعلن رئيس وزراء الحكومة الإقليمية برويز ختك حالة الطوارئ.

أما في شمال شرق البلاد فالزلزال أدى إلى انهيار مئات المنازل، خاصة في جلجت وشترال الجبليتين، كما ازداد الأمر سوءا في تلك المناطق بسبب الانهيارات الأرضية. ولم ينأ إقليم البنجاب من تأثير الزلزال حيث دمرت منازل كثيرة، لكن الأضرار التي لحقت بالإقليم أقل بكثير من الأضرار التي لحقت بشمال غرب وشمال شرق البلاد.

من جهتها، أعلنت الحكومة الباكستانية حالة الطوارئ، كما أقيم في العاصمة الباكستانية إسلام أباد مركز للإشراف على أعمال الإغاثة على مستوى البلاد. وأكد وزير الإعلام برويز رشيد في تصريحات مقتضبة للصحافيين في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، أن "الأمر كارثي للغاية".

بدوره، دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف جميع الدوائر الحكومية المدنية والعسكرية إلى التحرك صوب المناطق المتضررة، والإسهام في أعمال الإغاثة. وأعلن الجيش الباكستاني إطلاق عمليات إغاثية مكثفة على مستوى البلاد كلها.

أما في أفغانستان، فكان إقليم بدخشان، وهو مركز الزلزال بحسب هيئة الأرصاد الجوية، وإقليم تخار، والعاصمة كابول، وإقليم ننجرهار في شرق أفغانستان من الأقاليم المتضررة بفعل الزلزال. ووفق مصادر طبية وقبلية فإن حصيلة القتلى قد وصلت إلى 45 قتيلا، بينما عدد الجرحى ارتفع إلى 200 جريح. وكان من أبرز الأحداث التي وقعت أثناء الزلزال مقتل 12 طالبة بفعل الزحام الشديد الذي وقع بعد الزلزال في إحدى الثانويات بمدينة تالقان.

وفي إقليم بدخشان حيث كان الزلزال أكثر شدة فقد انهارت عشرات المنازل، ولكن وعورة الطرق وتعطل شبكات الهواتف حال دون تحديد الخسائر. كما قتل ستة أشخاص على الأقل، وأصيب عشرات آخرون بجراح نتيجة انهيار المنازل في مختلف مناطق إقليم ننجرهار.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من وقوع المزيد من الهزات الأرضية، مؤكدة أن ست هزات قد وقعت بعد الزلزال الرئيسي في شمال غرب وشرق البلاد، موضحة أن مركز الزلزال كان في جبال هندوكش بإقليم بدخشان شمال أفغانستان، وكان على عمق 196 كيلومترا.

وبلغت قوة الزلزال 7.8 درجات على مقياس ريختر، بحسب مركز الأرصاد الجوية الأميركية، في حين أكدت الهيئة الجوية الباكستانية أن قوة الزلزال بلغت 8.1 درجات.

اقرأ أيضاً: باكستان تعالج مرضى السرطان الأفغان