رقم قياسي للإصابات اليومية بكورونا في المغرب بعد تخفيف الإجراءات

19 يونيو 2020
تعزيز الكشف المخبري داخل بؤرة الوباء (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -
 
سجل المغرب، الجمعة، قفزة قياسية في الإصابات اليومية بفيروس كورونا، في وقت كان يُنتظر فيه أن تعلن السلطات عن دخول مرحلة جديدة من مراحل رفع الحجر الصحي، ابتداءً من يوم غد، السبت، وتخفيف العديد من الإجراءات المعمول بها خلال حالة الطوارئ الصحية.
وكشفت وزارة الصحة، مساء الجمعة، عن تسجيل 539 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وذلك في أكبر حصيلة يومية في المغرب منذ بداية انتشار الجائحة في 2 مارس/ آذار الماضي.
وقالت رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض في وزارة الصحة هند الزين، خلال الإيجاز الصحافي اليومي حول الوضعية الوبائية بالمملكة، إنّ الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي للإصابات بالفيروس إلى 9613 إصابة.
وكشفت المسؤولة المغربية أنّ أغلب الإصابات الجديدة تمّ تسجيلها في البؤرة المهنية "لالة ميمونة"، بجهة الرباط- سلا- القنيطرة (457 إصابة)، وهي البؤرة التي تضم 4 مصانع لتصدير الفراولة تابعة لشركة إسبانية. وأكّدت أنّ الإصابات التي تمّ اكتشافها لم تظهر عليها  أعراض المرض، وقد تمّ تعزيز الكشف المخبري داخل هذه البؤرة.
وذكرت المسؤولة المغربية عدد الإصابات دون تقديم تفاصيل أخرى أو الإجابة عن الأسئلة التي بات يطرحها المواطنون بشأن أكبر بؤرة وبائية في المغرب، ومدى تأثيرها على استكمال مراحل تخفيف إجراءات الحجر الصحي. وأبدت السلطات خشيتها من أن يخرج الوضع عن السيطرة، وتتحوّل معامل الفراولة إلى كارثة وبائية في المنطقة، في ظلّ ارتفاع لافت في عدد المخالطين للعمّال المصابين في مناطق قروية تشمل أكثر من أربع محافظات.

إلى ذلك، دعت وزارة الصحة إلى ضرورة احترام المواطنين للتدابير الوقائية المتخذة والإجراءات الاحترازية بأماكن العمل، ومن أهمها استعمال الكمّامات خلال العمل، وغسل اليدين باستمرار بالنسبة للعمّال والزبائن، والعمل على التطهير الدائم لمكان العمل، واحترام مسافة الأمان بين العمال، والتباعد الجسدي، والتهوية الطبيعة لأماكن العمل. كما على المشغل أن يحرص على تأهيل مرافق الصحة في أماكن العمل والتقيد بجميع النصائح.
من جهته، أوضح أستاذ علم الأوبئة السريرية بكلية الطب بفاس، محمد أمين بروحو، أن البؤرة التي تم رصدها، في سياق الكشف المبكر، والتي أظهرت إصابة أشخاص في منطقة "لالة ميمونة"، لم تظهر عليهم علامات الإصابة بالفيروس، هي من صنف البؤر المنفتحة التي تتطلب إجراءات غير اعتيادية وتنسيقاً متيناً بين كل القطاعات المتداخلة، وكذلك تعزيزاً لقدرات الموارد البشرية، ولا سيما على مستوى إجراء الفحوص المخبرية بشكل سريع، وبعين المكان ورصد ومتابعة المخالطين للمصابين.
وقال الخبير المغربي في علم الأوبئة، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ الوضع يقتضي تعاوناً كبيراً من المصابين مع السلطات، من خلال تزويدها بالمعطيات التي ستمكّن من الكشف المبكر عن المخالطين على المستوى المحلي أو خارج أماكن إقامتهم، لمتابعة سلسلة انتشار الفيروس.
 
إلى ذلك، وصل مجموع حالات التعافي التام من فيروس كورونا إلى 8117، بعد تسجيل 76 حالة تعاف جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس خلال الساعات الماضية، ليستقرّ العدد على 213 حالة وفاة منذ بداية انتشار الوباء بالمملكة، بنسبة وفيات قدرها 2.2 في المائة.​


المساهمون