الاحتلال يتنكر لاتفاق فتح شارع بالخليل في اللحظات الأخيرة

15 اغسطس 2019
مشهد يومي في تل الرميدة (فيسبوك)
+ الخط -


طوال عام كامل، عملت آليات بلدية الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، على إعادة تأهيل شارع تل الرميدة في اتجاه مركز مدينة الخليل، وقد تمّ الاتفاق على فتحه صباح اليوم الخميس بعد نحو 20 عاماً على إغلاقه. لكنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنكّرت للاتفاق في اللحظات الأخيرة. يُذكر أنّ الشارع نفسه يُعرَف كذلك باسم عمارة قفيشة أو جبل الرحمة أو الكرنتينة أو واد الهرية.

وكان اتفاق فتح الشارع قد أُبرم بين هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية في الخليل ممثلة بمدير الهيئة ومدير الارتباط المدني في الهيئة إياد عواد، وبين سلطات الاحتلال ممثلة بمدير الإدارة المدنية الإسرائيلية في الخليل موشيه تترو الذي عُيّن أخيراً.

يقول مدير الإعلام في هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وليد وهدان لـ"العربي الجديد": "كان من المفترض أن يُفتح اليوم الشارع كاملاً، لكنّ الجانب الإسرائيلي أخلّ بما اتفاقنا عليه معه، ونحن غير راضين عمّا حصل".

ويضيف: "كان ثمّة اتفاق حول فتح الشارع بعد تأهيله، أمام حركة المركبات الفلسطينية بعد إغلاق استمر 20 عاماً. لكنّ ما حدث هو أنّ الجانب الإسرائيلي أزاح بعض المكعبات الإسمنتية التي تغلق الشارع، وهذا الأمر لم يؤدّ إلى المطلوب". وعند سؤاله عن أسباب إخلال الجانب الإسرائيلي بالاتفاق، يجيب وهدان أنّ "الاحتلال ليس في حاجة إلى أسباب ليفعل ذلك"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ "ثمّة مفاوضات مستمرّة حتى مساء اليوم الخميس من أجل فتح الشارع الممتد على 300 متر تقريباً والالتزام باتفاقية إعادة فتحه أمام الفلسطينيين".

من جهته، يقول مدير الدائرة الأمنية في محافظة الخليل محمد الجعبري لـ"العربي الجديد": "وعدتنا الإدارة المدنية الإسرائيلية بفتح الشارع اليوم، وعملت آليات البلدية مساء أمس على ذلك. لكنّ الجانب الإسرائيلي أراد فقط إزاحة الحاجز الموجود في الشارع مسافة 10 أمتار إلى الأمام، فرفضت البلدية الأمر لأنّه ليس متفقاً عليه. لذا عمدت آليات الاحتلال إلى إزاحته صباح اليوم". ويرى الجعبري أنّه "من الأفضل الآن انتظار ما سوف تؤول إليه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي هذا المساء".

تجدر الإشارة إلى أنّ هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية لم تكن هي التي أعلنت خبر فتح الشارع الذي راحت تتناقله وسائل الإعلام الفلسطينية، بل إنّ الخبر سُرّب من قبل أحد الأطراف الفلسطينية المعنية بالاتفاق، وهو ما أثار غضب سكان تل الرميدة وناشطين ضد الاستيطان في الخليل. وقد علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة احتمال تراجع الاحتلال عن فتح الشارع بسبب ضغوط أتى بها المستوطنون في المستوطنات المقامة في تل الرميدة ومدينة الخليل عموماً.




وكان الاحتلال قد أغلق الشارع في العام 2000، في خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى بذرائع أمنية. وهذه هي المرة الرابعة التي تقوم الإدارة المدنية الإسرائيلية فيها بإخبار الجهات الفلسطينية المختصة بفتح الشارع من دون أن يتمّ ذلك فعلياً. وما جرى اليوم هو مجرّد إزاحة حاجز عسكري إسرائيلي 50 متراً إلى الوراء، ما يعني فتح جزء صغير من الشارع فقط.