طوابير طويلة للحصول على الخبز في حلب

13 يوليو 2016
طوابير للحصول على الخبز (سكوت بيترسون/ Getty)
+ الخط -
يقف أحمد الحاج في طابور طويل وينتظر مع عشرات الأشخاص الآخرين أن يحين دوره ليشتري سبعة أرغفة من أحد الأفران القليلة التي لا تزال تعمل في الأحياء الشرقية من مدينة حلب المحاصرة بشكل شبه كامل من قوات النظام السوري منذ أيام.

ويقول أحمد (42 عاماً) وهو ينتظر أمام فرن في حي المشهد: "مضى على وقوفي هنا قرابة 45 دقيقة وما زال أمامي نحو 40 رجلاً".

ويوضح ومعالم الإرهاق بادية على وجهه "البارحة لم نأكل الخبز أنا وعائلتي المؤلفة من خمسة أشخاص، بسبب توقف الأفران عن العمل، واليوم سأحصل على سبعة أرغفة فقط لن تكفينا لأكثر من وجبة طعام واحدة"، وهي الكمية المحددة لكل شخص سعياً لتوفير الخبز لأكبر عدد من الناس.

ويضيف بحسرة "سأطلب من زوجتي أن تعد لنا المجدرة (طبق من أرز وعدس) من أجل الغداء، لنأكلها من دون خبز".

وقطعت قوات النظام السوري، الخميس، طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بعدما باتت إثر معارك ضارية على بعد حوالى خمسمائة كيلومتر منها، وذلك على الرغم من إعلانها في السادس من يوليو/ تموز تهدئة في كل أنحاء سورية مددتها مرتين حتى 14 من الشهر الحالي.

وباتت الأحياء الشرقية التي تؤوي أكثر من مائتي ألف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، محاصرة عملياً.

وحذرت الأمم المتحدة في بيان، الأربعاء، من أن الأحياء الشرقية "مهددة بالحصار"، معربة عن "قلقها العميق إزاء العنف المتصاعد في مدينة حلب ومحيطها الذي يعرض مئات الآلاف من الأشخاص لخطر الموت أو الإصابة بجروح".



وبدأ سكان الأحياء الشرقية يعانون جراء قطع طريق الكاستيلو، إذ فرغت غالبية المحال من أفران وبقالات وبسطات خضار وغيرها من البضائع والمواد الغذائية والطحين وحتى المحروقات. وتعتبر طريق الكاستيلو طريق الإمداد الوحيد إلى الأحياء الشرقية.

وفي حي الفردوس، يبحث أبو أحمد (43 عاماً) في سوق للخضار عن البطاطس التي بلغ سعر الكيلو الواحد منها 500 ليرة سورية (دولار واحد) مقابل مائة ليرة سورية قبل قطع طريق الكاستيلو.

ويقول: "لدي أربعة أولاد ولا أعلم ماذا سنأكل اليوم". ويضيف "الأسواق فارغة تماماً ولم أجد شيئاً، حتى الآن، كل شيء تقريباً مفقود من البيض واللبن والجبن والخضار".

وفي حال وجدت البضائع، وهو أمر نادر، فإن أسعارها باتت مرتفعة جداً.

في اليوم الأول لانقطاع طريق الكاستيلو، أغلقت بعض المحال أبوابها لتحافظ على بضائعها، وعاودت فتحها في اليوم اللاحق ورفعت الأسعار بسبب النقص الشديد في المواد الضرورية.

ويبدي أبو أحمد (43 عاماً) خشيته من تدهور الأوضاع أكثر.

ويقول: "أعمل خياطاً وراتبي الشهري 25 ألف ليرة سورية (50 دولاراً) لكن الأسعار باتت مرتفعة جداً الآن، وعلى هذا النحو فإن راتبي لن يكفيني إلا لأسبوع واحد فقط".

ولا تقتصر الأزمة في الأحياء الشرقية على عدم توفر المواد الغذائية، بل هي ناتجة، أيضاً، عن انقطاع المحروقات من مازوت وبنزين وغاز الضرورية لتشغيل الأفران والبرادات.

وارتفع سعر أسطوانة الغاز، في الأيام الأخيرة، إلى 12 ألف ليرة (24 دولاراً) بعدما كانت ستة آلاف (12 دولاراً) في السابق. ووصل سعر ليتر البنزين إلى ألف ليرة (دولاران) أو أكثر إن وُجد، مقابل 450 ليرة في السابق.

ونتيجة هذا النقص في المحروقات، توقف كثيرون عن ممارسة أعمالهم وأصبحت الشوارع شبه خالية من السيارات.