طفل يتجاوز العوائق بفضل آخر

26 اغسطس 2018
عزز تراشون ثقة جايس بنفسه (ريدرز دايجست)
+ الخط -
تمكّن فتى من مساعدة طفل في التأكد من أنّ النجاح في الحياة لا يرتبط بالتماثل بين جميع الناس، بل بالتنوع، واحترام الحقوق، ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. الاثنان لديهما أحد أشكال البتر في اليد اليسرى، ويحبان كرة السلة، كما يورد تقرير لموقع مجلة "ريدرز دايجست" الأميركية.

بدأ جايس كراودر بملاحظة نفسه مختلفاً عن الآخرين منذ مرحلة رياض الأطفال، في مدرسته في آيوا بالولايات المتحدة، فلدى كلّ منهم ذراعان، أما هو فواحدة بسبب متلازمة الشريط السلوي، التي تتسبب في ولادة الطفل غير مكتمل بعض الأطراف. لكنّ الإحباط بدأ عندما أغاظه أحد الأطفال، العام الماضي، عندما كان في الصف الأول الأساسي، بحسب والدته كورتني لويس، فأدى ذلك إلى انقلاب حماسته إلى النقيض. وبات يسأل والدته أسئلة من قبيل: لماذا أنا مختلف؟ ولماذا أنا وحدي؟ وأخبرها أنّه غاضب من الله الذي جعله على هذه الحال.

تعترف لويس أنّها لم تعرف ما الذي يتوجب عليها فعله عند تلك النقطة. فما الذي ستجيب به أسئلته، وهي نفسها لا تعرف الأجوبة. لكن، بعدها بأسابيع بينما كانت تشاهد التلفزيون، عرضت قصة فتى في الصف الثامن من الولاية نفسها. الفتى، الذي كان في الثالثة عشرة، هو تراشون ويليس الذي تحوّل إلى أيقونة على مواقع الإنترنت بعد نشر مقاطع فيديو له يلعب كرة السلة ويحقق كبسات ناجحة، بالرغم من أنّه مثل جايس، بذراع واحدة. دعت لويس ابنها لمشاهدة الفتى، وهو ما منحه معنويات كبيرة بالفعل.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إنّ صديقاً للعائلة طلب من إحدى صحف الولاية تنظيم لقاء يجمع الفتى والطفل بهدف تعزيز معنويات الأخير. وبالفعل، التقى الاثنان في إحدى المدارس، في ظهيرة سبت في إبريل/نيسان 2017. وكان يوماً مكرساً للمرح، فركبا الدراجات، والتقطا الصور، ولعبا الغميضة، وكذلك كرة السلة. تمكن تراشون من تعليم جايس كيف يلتقط الكرة ويرميها بيد واحدة، وقدم له قميصاً كتب عليه "الأصابع العشرة مبالغ في تقديرها". كذلك، تحدث تراشون إليه عن الإعاقة، فشدد عليه أنّه مختلف لكن لا ينقص عن غيره في شيء، طالباً منه عدم السماح لأحد بإحباطه.

منذ ذلك اللقاء، لاحظت لويس تغييراً عميقاً في ابنها الذي بات في السابعة اليوم، وقد أنهى للتو الصف الثاني الأساسي. فقد بدأ لعب المصارعة مؤخراً وبات يحبّ ذلك.




من جهته، فإنّ لقاء تراشون بجايس جعله يتطلع إلى لقاء أطفال آخرين ومساعدتهم، كمدرب كرة سلة للأطفال ذوي الإعاقة، وذلك من خلال تأسيس منظمة "نابابيليتي" التي لا تبغي الربح. يعلق على قصته مع جايس: "تعني لي الكثير معرفتي أنّي غيرت حياته".
المساهمون