أخيراً... بعض الهواء

أخيراً... بعض الهواء

12 ابريل 2017
لا يعرفان كم من الوقت انقضى (مارتن آيم/ Getty)
+ الخط -

من تلك الفجوة، يطلّ العراقيان الصغيران. أخيراً، تمكّنا من تنشّق بعض الهواء. لا يعرفان كم من الوقت انقضى وهما محتجزَين مع عائلتهما هنا. في حيّ اليرموك الذي تحرّر قبل أيام من قبضة تنظيم "داعش"، والواقع غربيّ مدينة الموصل، يطلّ الصغيران من فجوة في جدار منزل العائلة. هو منزل تحوّل سجناً لأيام وأسابيع.

ليس بعيداً عن منزل الفتيَين، ما زالت أحياء عدّة تحت رحمة "داعش" وما زال صغار عراقيون كثر محتجزين مع عائلاتهم في البيوت والأقبية، وسط ظروف مزرية. في السياق، حذّر رئيس لجنة حقوق الإنسان في حكومة نينوى المحلية، غزوان حامد الداؤودي، من "انتشار أمراض معدية بين السكان المحاصرين في الشطر الغربيّ من الموصل، على خلفيّة عدم توفّر مياه شرب آمنة، وكذلك سوء التغذية".

وفي حديث إلى وكالة "الأناضول"، لفت الداؤودي إلى أنّ "كثيرين باتوا يقتاتون على أوراق الأشجار المتوفّرة من حدائقهم بعد نفاد مخزونهم الغذائي، علماً أنّ الأغلبية تعتمد على التمر والطحين والماء". وأكّد أنّ "تقارير مقلقة ترِدنا حول الوضع الصحي والإنساني لسكان الأحياء الغربية التي ما زالت في قبضة تنظيم داعش الإرهابي. الغالبية العظمى من الأهالي يشربون مياه الآبار السطحية غير الصالحة للاستهلاك البشري، بينما يعمد آخرون إلى غلي مياه الأمطار بوسائل بدائية قبل استخدامها للشرب أو للطبخ".

تجدر الإشارة إلى أنّ ما بين 250 إلى 300 ألف مدني ما زالوا محاصرين في الشطر الغربيّ من الموصل، إذا سلّمنا أنّ 800 ألف مدني كانوا يأهلون هذا الشطر مع بدء العمليات في فبراير/شباط الماضي بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وأنّ عدد النازحين منه تخطّى 280 ألف نازح حتى اليوم.

(العربي الجديد)