رشق وزير لبناني بالنفايات: "طلعت ريحتكم"
تعرضت سيارة وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رشيد درباس، للرشق بالنفايات بعد مصادفة مروره أمام مسيرة لعشرات الشباب المعترضين في شوارع العاصمة بيروت، اليوم الثلاثاء، احتجاجاً على أداء الحكومة في ملف النفايات.
ونزع المحتجون لوحات السيارة وحطموها قبل أن ينقلوا النفايات من أحد المستوعبات المجاورة ويضعوها على سيارة الوزير، الذي بقي عالقاً لمدة عشر دقائق.
وكان توجيه القوى الأمنية لمدافع المياه باتجاه المحتجين أمام السراي الكبير (مقر الحكومة) في ساعات قبل الظهر كافياً لتحويل وقفة حملة "طلعت ريحتكم" إلى مسيرة احتجاجية، فاندفع الشباب في الشوارع المحيطة بالسراي، مطالبين الموظفين والمارة بالانضمام إليهم، قبل أن يقطعوا الطرقات المؤدية إلى ساحة الشهداء بالعوائق الحديدية التي سحبوها من محيط مقر البرلمان في ساحة النجمة القريبة ومن محيط مسجد محمد الأمين.
وشاركت في المسيرة فرقة تمارس فنون السخرية، ساهمت في جذب انتباه المارة، كما ردد المشاركون هتافات تدعو الحكومة ومجلس النواب للاستقالة.
وتخللت المسيرة وقفة أمام أحد حواجز الجيش اللبناني قرب البرلمان للتذكير بعدم شرعيته، بعد تمديد النواب لأنفسهم.
ولاقى رشق عدد من المشاركين للقوى الأمنية بالبيض اعتراضاً من المنظمين الذين أكدوا على سلمية التحرك. ومع انسحاب أغلب أعضاء الحملة من الشارع في ساحة الشهداء، قرر جزء من المشاركين الاستمرار بالمسيرة وصولاً إلى شارع الحمرا. فانضم إليهم عدد من سائقي الدراجات النارية ومرتادي المقاهي في الشارع.
وأشار أحد المنظمين، عماد بزي، لـ"العربي الجديد" إلى رفض المشاركين لخطة الحكومة "التي سحبت النفايات من شوارع بيروت ليلاً ورمتها في مواقف السيارات وفي مجرى نهر بيروت وهو ما وثقه المشاركون في الحملة من خلال تصوير عملية نقل النفايات التي تمت بعد منتصف الليل". وأكد بزي استمرار التحرك تحت ثلاثة عناوين للرفض هي "لا للطمر. لا للحرق. لا للردم في البحر".
وكان التحرك مقرراً بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء صباح اليوم، والتي قرر رئيس الحكومة، تمام سلام، تأجيلها إلى بعد غد الخميس "إفساحاً في المجال أمام المزيد من التشاور".
وترأس رئيس الحكومة، تمام سلام، اجتماعاً للجنة غرفة العمليات المتفرغة في مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة الخطوات التنفيذية لمعالجة موضوع النفايات، في حضور وزير البيئة، محمد المشنوق، والذي قال بعد اللقاء إنه "في ضوء جلسة اللجنة الوزارية تم تحديد المهمات والمتابعات الضرورية لتطبيق القرارات التي اتخذت، والمجال الآن مفتوح للعمل وليس للكلام".
وفي السياق ذاته، تابع النائب العام المالي في لبنان، القاضي علي إبراهيم، دراسة ما توصلت إليه التحقيقات الأولية في ملف شركتي "سوكلين" و"سوكومي"، والأموال المستوفاة من الصندوق البلدي المستقل.
وأصدر القاضي قراراً تمهيدياً بتعيين لجنة فنية يبلغها القيام بمهام حددت في نص القرار على أن ينظر في ضوء ما تتوصل إليه بالمقتضى القانوني.
وتأتي خطوة إبراهيم هذه بعد مطالبة رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، بتحرك القضاء بملف "سوكلين" ورفع السرية المصرفيّة عن حساباتها.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل، غازي زعيتر، إن "المطلوب حل شامل وجذري ونهائي وفوري لموضوع النفايات ويجب السعي لإيجاد أماكن لا تشكل ضرراً على المرافق والسلامة العامة، لأن سلامة الطيران خط أحمر بالنسبة إلينا كدولة وإلى الاتفاقات والقوانين الدولية التي تؤكد السلامة العامة".
وحذّر زعيتر مما يجري في محيط مطار بيروت وعلى أرضه، "وهو ما يدفع إلى توجيه تحذير من أن سلامة الطيران مرتبطة ببعض الأشغال التي تتم في محيط المطار، خصوصاً من الجهة الغربية المحاذية للمدرج الغربي".
ورأى أن البعض "يستسهل وجود مساحات واسعة ومفتوحة وغير مستعملة، ومن الممكن أن يقوم برمي النفايات فيها. من أجل التخلص من أزمة لا يمكن خلق أزمات أخطر. هذا أمر غير مقبول".
وأكّد الوزير رمي النفايات "في المناطق المحاذية لسور المطار". ولفت إلى أنه راسل وزارات الدفاع والداخلية والبيئة، "ليس فقط لرفع المسؤولية عني، وإنما بمثابة تحذير لكي يتحمل الكل مسؤولياته".
