الألمان يختارون الأسماء الجميلة والقصيرة

02 مارس 2015
تغيّرت معايير اختيار الأسماء لدى الألمان (Getty)
+ الخط -
يختلفُ اختيار أسماء الأطفال من عائلة إلى أخرى. فبينما يحاول بعض الأهالي اختيار أسماء عصريّة ومميزة، يسعى آخرون إلى الحفاظ على بعض العادات والتقاليد، من خلال تخليد اسم الجدّ أو الجدّة مثلاً. كذلك، يفكّر كثيرون بمدى تأثيرها على حياة حامليها.

في المدن الألمانيّة الكبرى، يختار بعض سكانها لأطفالهم أسماء الأجداد التقليديّة. فتكثر في برلين ودردسن وكولونيا وميونيخ، أسماء ماريا وإيميليا وإليزابيث ولويز وماري وصوفي وتيريزا وهيلين وغريتا وماتيلدا للإناث، وإميل وموريتز وكارل وجون وآرثر وجورج وريتشارد للذكور. لطالما عدّت هذه الأسماء الأكثر رواجاً في بداية القرن العشرين، وما زال كثيرون يصرّون على تسميتها وخصوصاً في برلين.

لكن منذ سنوات، تغيّرت معايير اختيار الأسماء، بعيداً عن العادات والتقاليد التي لطالما عدّت معياراً أساسياً، بالإضافة إلى المنطقة التي يولد فيها الشخص. في شمال ألمانيا على سبيل المثال، يختار الناس أسماء مثل ينس وفيتي وإلكه وسيلكه. أما في الجنوب، فيفضلون اسمَي جوزيف وماريا. أما اليوم، فيختار الألمان الاسم لجماليته فقط، شرط أن يكون سهل اللفظ.

كذلك، يختار بعض الألمان أسماء تتلاءم واسم العائلة، على أن يحظى بإعجاب أفراد العائلة والأصدقاء. أما آخرون فيفضلون الأسماء الواردة في الإنجيل، تعبيراً عن التزامهم الديني مثل ماريا، الذي كان من بين الأسماء العشرة الأولى الأكثر اختياراً في خلال عام 2014.

أخيراً، يسجّل اتجاه بعض الألمان إلى اختيار الأسماء المختصرة مثل ميا وتوم وبن، أو تلك المؤلفة من ثلاثة أحرف لسهولة لفظها. على سبيل المثال، كان اسم بن الأكثر شعبيّة في عام 2014، يليه لويس وباول.

ويُلاحظ تأثير كأس العالم على الألمان، إذ اختار عدد لا بأس به منهم تسمية أطفالهم ماتس تيمناً بلاعب كرة القدم في الفريق الألماني ماتس هوملز، بالإضافة إلى نيمار وليونيل وغيرها من الأسماء. ولا ننسى تأثر البعض بالوجوه السينمائيّة، إذ كثرت أسماء مثل كاتنس وكاتاليا.

إلى ذلك، يهمّ الألمان أيضاً أن يكون الاسم مقبولاً في الدوائر الرسميّة المعنيّة. فثمّة أشخاص يختارون أسماء غريبة لأولادهم على غرار "يوغورت" أي لبن، الذي عادة ما ترفضه الدولة خشية من أن يؤثر على حامله في المستقبل. وتجدر الإشارة إلى أن للاسم تأثيرا على الباحثين عن وظيفة. فنسبة حصول حاملي الأسماء الألمانيّة على وظيفة تكون أعلى من حاملي الأسماء الأجنبيّة.