"العفو الدولية":إغلاق الحدود الأردنية يهدد حياة 70 ألف سوري

23 يونيو 2016
لاجئون سوريون على حدود الأردن (العفو الدولية)
+ الخط -
قالت منظمة العفو الدولية، إن الردّ الأمنيّ الذي تعهدت به السلطات الأردنية في أعقاب تفجير سيارة مفخخة، أمس الأول الثلاثاء، على الحدود مع سورية، يجب ألّا يتضمن إغلاق الحدود وحرمان عشرات آلاف اللاجئين السوريين من المساعدات الإنسانية.

وكان الهجوم الأخير استهدف معبر ركبان في منطقة صحراوية على الحدود السورية الأردنية، وأودى بحياة ستة من حرس الحدود التابع للجيش الأردني وجرح أشخاص آخرين، فيما لم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.

وأشارت المنظمة، في تقرير، أمس الأربعاء، إلى وجود 70 ألف لاجئ في منطقة صحراوية تعرف باسم "الجدار الرملي"؛ 70 ألفاً منهم يعيشون بالقرب من منطقة الركبان، ونحو 10 آلاف بالقرب من معبر "حدلات" على الحدود السورية الأردنية، ومن شأن الإغلاق التام للحدود حرمانهم من المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى المنطقة، ما سيؤدي حتماً إلى معاناة شديدة لأولئك الذين لا يستطيعون العثور على ملجأ ويعرض حياتهم للخطر.

وأوضح شريف السيد، الباحث في حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، أن "عشرات آلاف اللاجئين محاصرون قرب المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وهم فارون من أخطر المناطق في سورية وأكثرها تضرراً كحلب، ودير الزور، وحمص، وحماة والرقة".

وأضاف "من واجب الأردن حماية المدنيين من الهجمات المسلحة، وألا تنتهك إجراءاته الأمنية التزاماته القانونية الدولية لتوفير الحماية والمساعدة للاجئين. كما أن حرمانهم من دخول الأردن يشكل انتهاكاً للقانون الدولي".

وكان الأردن قد أغلق حدوده في منتصف 2014 أمام السوريين الفارين من النزاع، ما أدى إلى تجمع أعداد كبيرة من النازحين على معابره الحدودية. ويقدر العاملون في المجال الإنساني أنه إذا استمر هذا الوضع، سيكون هناك 100 ألف من السوريين الذين تقطعت بهم السبل في الساتر الترابي بحلول نهاية العام.

ويستضيف الأردن حالياً أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجل من قبل وكالة الأمم المتحدة للاجئين ومفوضية شؤون اللاجئين.


وقال الناشط الإعلامي في ريف درعا، جعفر الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "التفجير وقع على الحدود الأردنية السورية العراقية، أي نستطيع أن نقول مع حدود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والأردنيين تحدثوا عن عدم الربط بين العمل الإرهابي واللاجئين السوريين في الأردن، لذلك أعتقد أن الحدود المقصودة هي الحدود التي حصل فيها التفجير فقط، وهذا سيؤثر على النازحين المتجمعين في تلك المناطق".

ولفت إلى أن "المعابر المفتوحة لازالت ضمن الخدمة وأهمها معبر (تل شهاب) الذي يعتبر البوابة الرئيسة للمنطقة الجنوبية"، معرباً "عن عدم اعتقاده أن الأردن سيغلقه، حيث أن الدعم كله سواء المدني أو العسكري عن طريقه، ولكن إن طبق القرار على الحدود في درعا سيكون كارثياً على المدنيين".

من جانبه، قال الناشط الإعلامي في درعا، أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "الحدود مغلقة منذ أكثر من عام ونصف، ومعبر (الرويشد) حيث ينتظر عليه المدنيون أسابيع طويلة ليتمكنوا من دخول الأردن، ومقابل مبالغ مالية كبيرة تتراوح بين 1000-1500 دينار أردني، ولكن ما سيؤلم المدنيين هو إغلاق المعبر بوجه إدخال الطحين، وهذا سيهدد بخلق أزمة خبز كبيرة في درعا، حيث أن الأردن هو المصدر الوحيد له".

ولفت إلى أن "العديد من المدنيين سبق أن تعرضوا لعمليات نصب، حيث يتم إدخالهم من معبر رويشد ويعيدونهم إلى سورية عبر معبر السرحان".

وعن واقع الفصائل المسلحة وتأثرها بالتفجير والقرار الأردني، بين الناشط الإعلامي، أن "الفصائل لم تتأثر بما حدث، ولازالت تتلقى الدعم من الأردن، وقد فتحت معركة جديدة ضد لواء شهداء اليرموك أمس الأربعاء، لو فتحت ضد النظام لوصلوا إلى دمشق، حيث تم استخدام قوة عسكرية ونارية غير مسبوقة، عبر المدفعية الثقيلة والهاون وراجمات الصواريخ 40، ونحو 150 مضاد 23، ورشاشات ثقيلة".

المساهمون