توقعات نمو التداول في البورصات العربية (العربي الجديد)
تتأهب البورصات العربية لانطلاقة قوية في الفترة القادمة، مع تجاوز سعرالنفط حاجز الـ 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، مما سيعزز من شهية ومعنويات المستثمرين، بحسب محللين وخبراء.
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 2% الجمعة الماضية، وتجاوز خام القياس العالمي برنت حاجز 60 دولارا للبرميل، بعدما قالت منظمة "أوبك" إن السعودية وروسيا أعلنتا دعمهما لتمديد اتفاق خفض الإمدادات قبيل اجتماع المنظمة المقرر في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى 60.44 دولاراً للبرميل وهو أعلى سعر منذ يوليو/ تموز 2015، بينما زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط إلى 53.90 دولاراً مسجلا أعلى مستوى منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.
وقال جمال عجيز محلل أسواق المال والخبير الاقتصادي: إن الأسواق الإقليمية مرشحة لموجة صعود قوية، مدفوعة بالمكاسب القوية للنفط وأيضا هدوء الأوضاع الجيوسياسية على كل من الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي.
وأضاف عجيز، أن ما يعزز وتيرة الصعود المتوقعة النتائج الجيدة للشركات المدرجة، التي توالى الإعلان عنها في الأسبوعين الماضيين وسط توقعات باستمرار باقي الشركات في الإعلان عن نتائج قوية، ستسهم بلا شك في تعزيز معنويات المستثمرين.
ويرى عجيز أن انخفاض السيولة، يعد العائق الوحيد حاليا أمام بعض الأسواق، لكنه رجح أن تشهد تعافياً نسبياً في الفترة القادمة خصوصا أن هناك طروحات أولية مرتقبة في أسواق مثل الإمارات، ستسهم في زيادة السيولة والاستثمار الأجنبي.
من جانبه، قال عمرو مدني وسيط مالي: اتسم أداء الأسواق العربية في الفترة الماضية بالتذبذب بين الصعود والهبوط، بالتزامن مع عدم استقرار أسعار النفط الذي ألقى بظلال سلبية على معنويات المستثمرين في أسواق الأسهم.
وأضاف مدني: لكن مع ارتفاعات النفط القوية وتجاوز برنت خام 60 دولاراً للبرميل، نعتقد أن الأسواق ستتحرك في اتجاه أفقي تصاعدي.
وتعتمد أسواق الخليج بشكل رئيسي على عوائد الخام، إذ تضررت إيراداتها بشدة في السنوات الماضية وهو ما وضع مزيدا من الضغوط على الأسهم.
ورهن مدني التحركات الإيجابية لأسواق الأسهم العربية، بعدم ظهور أي أنباء سلبية سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي.
من جهته، قال محمد الجندي مدير إدارة الأصول لدى "أرباح" السعودية: إن صعود النفط مؤشر جيد للأسواق العربية، خصوصا بورصات الخليج، مع وجود شريحة كبيرة من الأسهم تعتمد في ضخ الاستثمارات على تحركات الأسواق العالمية خاصة الخام.
وأضاف الجندي: نعتقد أن الأسواق ستشهد انتعاشة قريبة بعد تجاوز الخام 60 دولاراً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، هل سيستمر الخام على هذا الأداء أم سيعاود التراجع مجدداً؟
ولفت الجندي إلى أن الأسواق العالمية أيضا من المتوقع أن تواصل مسيرتها الإيجابية في الفترة القادمة مدعومة بنتائج قوية للشركات أبرزها "غوغل" و"ميكروسوفت" و"أمازون".
ووفق حسابات "الأناضول"، حققت الأسواق الأميركية أداء قوياً، حيث ارتفع مؤشر "داو جونز" بنسبة 0.5%، كما ارتفع "ناسداك" بنسبة 1.1%، بينما مؤشر "ستاندرد آند بورز" حقق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.2 %. وفي أوروبا، ارتفع "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.8% إلى 393 نقطة.
ورغم أن تزايد احتمالات تمديد أوبك لتخفيضات الإنتاج عززت التوقعات بتحقيق التوازن في السوق، يظل إنتاج الخام الأميركي يمثل مشكلة للمنظمة في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لتصريف تخمة المعروض العالمي.
وارتفع إنتاج الخام الأميركي 1.1 مليون برميل يوميا إلى 9.5 ملايين برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع على جدول تحميل الناقلات في إيران، إن من المتوقع أن تهبط صادرات البلاد من الخام والمكثفات في أكتوبر/ تشرين الأول بنحو 20% مقارنة مع الشهر السابق، لتصل إلى أدنى مستوى في 19 شهرا، متأثرة بمشاكل في الإنتاج.
(الأناضول، العربي الجديد)
