عقارات لندن"ملاذ آمن" لثروات الطغاة والعصابات

عقارات لندن"ملاذ آمن" لثروات الطغاة والعصابات

01 اغسطس 2014
122 مليار دولار عقارات الأوفشور بلندن (جون غريج/Getty)
+ الخط -

 

تثار في بريطانيا مخاوف واسعة من أن تتحول عقارات لندن الى "ملاذات آمنة" بات يستخدمها الزعماء الفاسدون والطغاة، إضافة الى عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات لاخفاء اموالهم. ويلاحظ أن العديد من طغاة العالم وبطانتهم يملكون مساكن في الاحياء الراقية في لندن.

فحينما سقط الدكتاتور النيجيري أباشي وتمت ملاحقة الاموال التي سرقها، كانت عقارات لندن احدى الملاذات التي أخفى فيها جزءاً من أمواله. وكذلك الحال حينما أسقطت الثورة المصرية الرئيس حسني مبارك، اتضح أن عائلته تملك مجموعة من الفلل الفاخرة، كان أشهرها في منطقة نايتسبريدج الاستراتيجية غربي لندن.

وفي ليبيا، بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، اكتشف أن ابنه سيف الاسلام يملك فيلّا فاخرة في حي هامستيد شمال غربي لندن.

وهذه أمثلة ضئيلة من سجل العقارات الفاخرة التي يملكها طغاة العالم وربما عصابات الاجرام والمخدرات في بريطانيا.  

وحسبما كشفت سجلات الاراضي والعقارات في بريطانيا، فإن قيمة الفلل الفاخرة والشقق التي تملكها شركات "أوفشور" في كل من انجلترا واقليم ويلز تبلغ 122 مليار جنيه استرليني (نحو 207 مليارات دولار). وهذا الرقم يعادل تقريباً اجمالي ثمن المساكن في حي ويستمنستر وسط لندن وباقي أحياء العاصمة البريطانية.

وحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، التي تعنى بالشؤون المالية، فإن هذا الحجم الهائل من "استثمارات أوفشور" في العقارات، بات يثير قلق بعض المسؤولين من نشاط الاموال غير المشروعة في لندن وسهولة استخدام العقارات  كـ "ملاذ آمن" لغسيل الأموال القذرة المتدفقة من أنحاء العالم الى العاصمة البريطانية.

وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لمؤسسة الشفافية العالمية في لندن، روبرت بارينجتون، "العقارات باتت مصدر خطر حقيقي لبريطانيا". وأضاف "طغاة العالم والزعماء الفاسدون من الجنرال أباشي وماركوس الى القذافي يستخدمون شركات وصناديق أوفشور لاخفاء هوياتهم وشراء العقارات في لندن".

ويشير خبراء عقار في لندن الى أن تدفقات الاموال الخارجية التي لا يعرف مصدرها هي المسؤولة عن الارتفاع الجنوني في العقارات البريطانية.

في هذا الصدد، كشفت وكالة "نايت فرانك"، كبرى الوكالات في لندن، في تقريرها الربيعي لعقارات لندن الاستراتيجية الصادر في نهاية ابريل/ نيسان، عن أن الصفقات العقارية في أحياء لندن الاستراتيجية ارتفعت بنسبة 37% خلال الـ12 شهراً الماضية. 

وأضافت الوكالة، في التقرير الذي تصدره سنوياً، أن النمو في اسعار العقارات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية ارتفع خلال هذه الفترة بحوالى 7.5% ، مشيرة في هذا الصدد الى أن الصينيين أصبحوا الاكثر شراء خلال الــ12 شهراً الماضية، حيث أحتل أثرياء الصين مكان اثرياء اليونان في قائمة الجنسيات العشر الاكثر استثماراً في عقارات لندن الفخمة. 

وأبلغت وكالة "بيتشام ستيت"، التي يوجد مقرها في حي ماي فير بالقرب من اكسفورد ستريت، "العربي الجديد" أنها تعرض شققاً فاخرة في منطقة ريجنت بارك بسعر يتراوح بين 40 و50 مليون جنيه استرليني وتجد اقبالاً عليها. 

وتأتي صفقة بيع شقة "وان هايد بارك" التي أعلن عنها أمس لتؤكد أن عقارات لندن الفاخرة والتي تقع في مناطق ماي فير وتشيلسي وبلغرافيا وهولاند بارك والمواقع القريبة من حي السيتي لم تعد تقدر بثمن، وسط تنافس شرس بين أصحاب المليارات من أنحاء العالم عليها.

دلالات

المساهمون