السودان ينتظر 750 ألف دولار يومياً رسوم عبور لنفط الجنوب

14 اغسطس 2018
عائدات كبيرة تحصّلها الخرطوم حال استئناف العبور (فرانس برس)
+ الخط -

قال رئيس شعبة النفط في المجلس الوطني السوداني (البرلمان)، إسحاق بشير جماع، لـ"العربي الجديد"، إن استئناف ضخ نفط الجنوب يضيف إنتاجية تتراوح ما بين 75 و80 ألف برميل في اليوم في طاقته القصوى. 

وأضاف جماع أنه في حال بدأ جنوب السودان بضخ إنتاج 45 ألف برميل يومياً كمرحلة أولى، فإن ذلك يوفر عائدات عبور بمبلغ 750 ألف دولار يوميا لحكومة الخرطوم، مشيرا إلى أن ذلك المبلغ يخضع للزيادة والنقصان، لعدم ثبات الإنتاجية.

ولفت إلى أن تشغيل خط الأنابيب الجنوبي يمكّن الحكومة السودانية من شراء نفط خام النيل الجنوبي لإعادة تكريره في مصفاة الجيلي، مما يقلل من استيراد المنتجات النفطية من الخارج، كما يحسّن الميزان التجاري وأداء الموازنة العامة، وينعكس إيجابا على الحياة المعيشية للمواطنين في السودان، وينعش الاقتصاد الجنوبي كذلك.
وكان الرئيس السوداني، عمر البشير، أعلن، عقب توقيع اتفاق السلام بين فرقاء دولة جنوب السودان، عن التزام حكومته بمعاونة حكومة جوبا في استئناف الضخ النفطي لصالح الدولتين واقتصادهما. 

وشهدت إيرادات النفط في الجنوب تراجعاً حاداً في ظل انخفاض الإنتاج، بسبب تفاقم الصراع العسكري قبل عقد المصالحة.

وقال سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت وول، لـ"العربي الجديد"، إن اندلاع الحرب الأهلية في بلاده منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول 2013 تسبب في إيقاف الضخ بحقول الوحدة، باستثناء خط فلوج، مؤكدا أن عودة الضخ في الخط المتوقف تسهم بشكل كبير في حل الإشكاليات الاقتصادية في دولتي السودان وجنوب السودان وتخفف المعاناة المعيشية لمواطنيهما، معلنا التزام حكومته برسوم التسوية للخرطوم، حسب تعهدات البلدين عقب الانفصال في عام 2011.

وأكد وزير النفط الجنوب سوداني، أزيكيل لول جاتكوث، في تصريحات سابقة، أن الإنتاج النفطي سيبدأ بـ45 ألف برميل يوميا من حقلي "تور" و"توما ثاوث"، ليتم الانتقال بعدها إلى حقول "منقة" و"الوحدة"، ليبدأ الإنتاج بالطاقة القصوى في نهاية العام.

وكان وزيرا النفط بدولتي السودان وجنوب السودان قاما مؤخرا بجولة تفقدية لحقول النفط في الجنوب، بغرض الاطمئنان على ترتيبات ضخ النفط، بتوجيه من رئيسي البلدين، فضلا عن تكفل حكومة الخرطوم بتأمين حقول النفط الجنوبية بالتنسيق مع جوبا، إنفاذا للمفاوضات الفنية المتعلقة بإعادة تأهيل وتشغيل حقول النفط المتوقفة.

وفي المقابل، قال الاقتصادي الأكاديمي حسن بشير، لـ"العربي الجديد"، إن تشغيل خط النفط الجنوبي لن يتم بشكل فوري وإنما بحاجة إلى فترة ليستأنف نشاطه وإنتاجه وتأهيل الأنابيب، وتحقيق الاستقرار الأمني في الحقول المنتجة ككل، خاصة أن هناك بعض الفصائل المسلحة الجنوبية لم توقع على اتفاق الخرطوم بين الفرقاء الجنوبيين وتركيز غالبية هذه الفصائل على حقول النفط، لافتا إلى أهمية الاستقرار الأمني في إنتاج النفط.

وشكك بشير في إمكانية التصدير بالطاقة الإنتاجية القصوى المستهدفة للحقول، متوقعا محدودية الإنتاج، مطالبا الحكومة السودانية بالاهتمام بمعاونة نظيرتها الجنوبية في حفظ الأمن بالحقول.
المساهمون