مورينيو، سيميوني، وجارديم.. اختلفت الطرق والعين الفنية واحدة

12 يوليو 2015
ثلاثي يختلف في الطرق والعين الفنية واحدة(العربي الجديد)
+ الخط -

نجح جوزيه مورينيو على صعيد البطولات الرياضية، وصنع لنفسه هالة إعلامية خاصة، بدخوله في حروب مستمرة مع المدربين والصحافيين، بالإضافة إلى تشكيل أسلوب لعب خاص بفرقه، يعتمد على الإغلاق الدفاعي، وتأمين المناطق الخلفية جيداً، ومن ثم ضرب الخصوم بالمرتدات القاتلة، مع اللعب المباشر السريع، بنقل الكرات من الخلف إلى الأمام دون توقف.

الكونتر أتاك
ومن أجل تطبيق هذه الأفكار الخططية، تشتهر فرق مورينيو دائماً باللجوء إلى الدفاع، والاندفاع البدني الكبير أمام المرمى، بالإضافة إلى التميُّز الشديد في لعبة التحولات، أثناء المرتدات القاتلة من الدفاع إلى الهجوم. ويحتاج البرتغالي نوعية خاصة من اللاعبين لترجمة أحلامه إلى واقع داخل الملعب. وفي سبيل الوصول إلى أفضل صيغة ممكنة، يتعاقد المدير الفني مع الأسماء التي تناسب طريقة لعبه، لكسر عامل الوقت مع صعوبة المنافسات بالسنوات الأخيرة.

عانى "الرجل الخاص" مع ريال مدريد، اصطدم كثيراً بالإدارة وخرج في موسمه الأخير دون بطولة، والسر يعود إلى الاختلافات العريضة في وجهات النظر بينه وبين المدراء الإسبان، لذلك رحل بعد ثلاث سنوات وقرر العودة إلى تشيلسي. وفي الولاية الثانية، اتّجه جوزيه إلى الحلول المضمونة، وعمل منذ يومه الأول على جلب الصفقات القريبة من فكره الكروي، وكان أتليتكو مدريد هو الحل.

تعاقد تشيلسي مع فيلبي لويس، دييغو كوستا، واستعاد كورتوا. ويسعى هذا الموسم للحصول على خدمات أنطوان جريزمان، والسبب الرئيسي أن طريقة لعب الأتليتي تعتبر قريبة من الخطوط العريضة لأسلوب النادي اللندني، صحيح أن هناك اختلافات تكتيكية، لكن المنبع الأساسي واحد، وقائم على مجموعة تجيد الدفاع بشكل كلي، في الخلف وأثناء الهجوم.

الكونتر برسينج
الكونتر أتاك والمرتدات القاتلة، سلاح فاز به إنتر مورينيو على بارسا بيب، مزيد من التنظيم وكثير من السرعات، مع دفاع متأخر وتمريرات سريعة مع الجنرال توفيق، الحاضر في بعض المباريات، هكذا نجحت كرة الـReactive الخاصة برد الفعل في حصد بعض أوراق المجد خلال السنوات الأخيرة.

فكرة المرتدات تقل كثيراً، هكذا تؤكد إحصائيات دوري الأبطال، لأن نسبة الأهداف من "الكونتر أتاك" في نسخة 2013-2014 وصلت إلى 23%، مع أنها كانت 27% في نسخة 2012-2013، وكانت 40% في نسخة 2005-2006، وجميع الأرقام موثّقة في موقع اليويفا الرسمي. والسبب في قلّة الكونتر أتاك، يعود إلى انتشار "الكونتر برسينج"!

صحيح أن أتليتكو يدافع مثل تشيلسي، لكن طريقة الدفاع مختلفة بين الفريقين، الإنجليز مع مورينيو يبالغون في العودة للخلف، بينما يحاول سيميوني الضغط من منتصف ملعب الخصم، وتناقل الكرات بطريقة عمودية سريعة من الخلف إلى الأمام، فيما يُعرف تكتيكياً بالـ"كونتر برسينج". لذلك يعتمد الإسبان في دفاعهم على التمركز حول الدائرة، بينما يلجأ "البلوز" إلى الاستعانة بمنطقة الجزاء أمام المنافس.

وكما يلجأ مورينيو إلى سيميوني حينما يشعر بالضغط، فإن الشولو الأرجنتيني وجد ضالته هذا الصيف في موناكو الفرنسي، الفريق الذي يطبّق الدفاع الكامل أمام فرق "الليغا1"، واصطاد الهنود الحمر الجناح المهاري، كاراسكو، في الكالديرون.

الدفاع قرار
يقود الفريق الفرنسي مدرب برتغالي قادم من لشبونة، إنه ليوناردو جارديم، أو كما يُعرف في الدوري الفرنسي بلقب "مورينيو الجديد"، وذلك بسبب أدائه الدفاعي المستميت وخططه المتحفظة، مع ضربه لمنافسيه بالمرتدات القاتلة. ونجح هذا الأسلوب بشدة خلال الموسم الماضي، بعد وصول الفريق إلى ربع نهائي الأبطال، وحصوله على مقعد مؤهّل للنسخة الجديدة من ذات الأذنين، بعد تخطيه مارسيليا بيلسا في السباق المحلي.

يانيك كاراسكو، جناح مهاري وسريع، يجيد الانطلاق على الخط مع القطع في العمق، ومفيد جداً أثناء المرتدات، لذلك سيستفيد منه الأتليتي، وسيكون خير بديل للتركي توران المنتقل حديثاً إلى برشلونة. أما جارديم، فيبدو أنه وجد ضالته في الفرعون الإيطالي، الشعراوي، الذي ترك ميلان أخيراً ويتجه إلى نادي الإمارة الفرنسية.

مع خطة لعب 4-2-3-1/ 4-5-1 لموناكو، من الممكن أن يلعب النجم ذو الأصول المصرية في خانة الجناح الأيسر، كلاعب يعود كثيراً للوسط، وينطلق بمجرد قطع الكرة إلى الثلث الهجومي الأخير. خيار يستحق التجربة فعلياً، ولاعب من الممكن نجاحه داخل أروقة الدوري الفرنسي، المليء بالمواهب الشابة والصاعدة.

كل شيء داخل اللعبة يعتبر نسخة من نسخة من نسخة، عندما تبحث عن الأصل، ستتعب كثيراً، خصوصاً مع تشابك الخيوط وتعقيدها، لذلك يلجأ المختصون إلى النقاط التي تجمعهم ولا تبعدهم، وفرق مثل تشيلسي، أتليتكو، موناكو، تسير في النهاية على نفس المسار. بكل تأكيد هناك اختلاف، لكن المبدأ واحد!

 

المساهمون