قراصنة تابعون لـ"داعش" ينشرون صوراً من سورية بمواقع بريطانية

08 فبراير 2017
الاعتداءات هي الأولى من نوعها (أوليفير نيكولاس بوندر/EyeEm)
+ الخط -
قام قراصنة إسلاميّون مرتبطون بتنظيم "داعش" بسلسلة هجمات إلكترونيّة على مواقع صحيّة بريطانيّة، ممّا كشف عيوباً خطيرة في أنظمة الأمن التي تهدف إلى حماية المعلومات الحساسة.

وبحسب تقرير نشرته "إندبندنت" الثلاثاء، فإنّ "قراصنة تابعين لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) قاموا بشن هجمات إلكترونية على مواقع صحية بريطانية ونشر صور فظيعة من الحرب في سورية".

وقال مراسل الصحيفة لشؤون الدفاع كيم سينغوبتا إنّ "الهجمات طاولت عدة مواقع تابعة لخدمة الصحة العامة البريطانية، ونشرت خلالها صور "فظائع الحرب السورية".

وشرح أن الهجمات شنتها مجموعة من القراصنة في شمال أفريقيا تحت اسم Tunisian Fallaga Team، وقالوا إنها "انتقام لاعتداءات الغرب في منطقة الشرق الأوسط"، موضحاً أنها الأولى من نوعها التي تستهدف فيها جماعة جهادية مواقع إلكترونية تابعة للخدمات الصحية في بريطانيا.

وأشار سينغوبتا إلى أنّ موقعاً صحياً تعرض في السابق لاختراق، لكنّ السلطات تنظر إلى الاختراقات الجديدة على أنها جديّة بشكلٍ أكبر.


والاختراقات التي حصلت قبل 3 أسابيع طاولت 6 مواقع في جنوب بريطانيا تختلف اهتماماتها من صحة الأطفال إلى التمويل، وأصيبت اثنان منها بضرر كبير.

وبحسب الصحيفة فإنّ معلومات المرضى كانت في خطرٍ، لكنّ البيانات تشير إلى أنّها لم تتعرض لأذى.

ونقلت الصحيفة عن الوزير في مكتب رئيس الوزراء، بين غومر، ان "كميات كبيرة من البيانات الحساسة" المخزنة في أجهزة الهيئة الوطنية البريطانية للخدمات الصحية كانت هدفا لهجمات القراصنة.

وجاءت الهجمات في الوقت الذي حذرت فيه الحكومة البريطانية من أن المواقع التابعة لخدمات الصحة العامة في بريطانيا قد تكون عرضة لهجمات يشنها قراصنة. وهذا الاختراق يوضح أنّ المواقع العامة البريطانية أصبحت مكشوفة أمام هجمات القراصنة.

وقال الخبير الأمني البريطاني، روبرت إيمرسون، إنه من الواضح أنّ هذه الهجمات لم تشنها مجموعة تعمل بمفردها، لأنها سلسلة من الهجمات المنسقة التي من الواضح أنها استهدفت توجيه رسائل بصرية لقطاع عريض من المواطنين.


ومجموعة "هكر الفلاقة التونسية" (Tunisian Fallaga Team)، بالإضافة إلى الخلافة الإسلامية العالمية (Global Islamic Caliphate)، وفريق النظام دي زد (Team System DZ) هي مجموعات مرتبطة بتنظيم "داعش" وتقوم بعمليّات متناسقة.

وإضافةً إلى مجموعات إعلاميّة وشركات طيران، فإنّ المجموعات اخترقت حسابات القيادة المركزية الأميركية على "تويتر" و"يوتيوب"، ونشرت بيانات عن عناصر متقاعدين بالجيش الأميركي.

ومجموعة "هكر الفلاقة التونسية" كانت الأكثر نشاطاً عبر قرصنة لأكثر من بلد خلال الأشهر الـ18 الماضية، مركّزةً على المنظمات التي دانت اعتداء "شارلي إيبدو".

وخلال السنوات الماضية، أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن اختراق مواقع إلكترونية حساسة في إسرائيل وفرنسا وصربيا. وأعلنت المجموعة في ديسمبر/ كانون أول الماضي عن اختراق عشرات المواقع الإلكترونية الروسية، ردا على مجازر حلب.

ويعود أصل كلمة "الفلاقة" إلى لقب كان يُطلق على المقاومين التونسيين الذين رابطوا بالجبال التونسية لمقاومة الاستعمار الفرنسي في الخمسينيات من القرن الماضي.