بين عمران دقنيش وأيلان الكردي سنة إلا أسبوعين. بين صورة الطفل المصدوم والمدمى عمران وصورة الطفل الغريق أيلان عام تُختصر فيه مآسي السوريين في خمس سنوات. والعامل المشترك بين الصورتين، ضجة إعلامية وتضامن افتراضي، لحكاية أطفال سورية ومصيرهم، إن بقوا في سورية وإن غادروها.
يلاحق الموت السوريين أينما ذهبوا. يلاحقهم إجرام وبطش النظام السوريين. كما يلاحقهم أيضاً التضامن الافتراضي والإعلامي، مع حفنة من الإعجابات على مواقع التواصل، على مرأى من المجتمع الدولي الصامت إزاء كلّ هذا الظلم.
وحده كان أيلان ملقى على شاطئ بودروم في تركيا. بقيت له سُترته الحمراء وسرواله الأزرق فقط. حتى وجهُه انقلب لتُلامسه الأمواج.. وجع أيلان تشاركه حتى سبتمبر/أيلول 2015، حوالى 300 ألف لاجئ عبروا المحيطات هذا العام، محاولين الوصول إلى أوروبا، قُتل أكثر من 2500 منهم.
Twitter Post
|
عمران أيضاً كان وحده. جلس في سيارة الإسعاف بعد انتشاله من تحت ركام منزله، هادئاً. بسرواله وسترته الكرتونيّة، حدق إلى الكاميرا ولم يبك. كان عمران هادئاً، وسط كلّ الهلع في حلب وخارجها. نجا عمران، لكنّ 4500 طفلٍ في حلب وحدها قتلوا.
Twitter Post
|
تتشابه قصتا عمران وأيلان في الفجع والهلع والمأساة والتضامن، وتختلفان في الزمان والنهاية. مأساة يدفع ثمنها أطفال سورية.
يهرب السوريون من موتٍ محدق، فيلاقيهم موتٌ آخر، كلّ يوم.
Facebook Post |