تجنيد الجواسيس عبر "لينكد إن"... هكذا يتمّ

تجنيد الجواسيس عبر "لينكد إن"... هكذا يتمّ

09 يوليو 2019
يمكن يتم استخدام الإكراه (ريكي كاريوتي/واشنطن بوست/Getty)
+ الخط -
يُعدّ "لينكد إن" من أقدم مواقع التواصل الاجتماعي التي تُستخدم اليوم، إذ أُنشئ عام 2002، لكنّه ليس من الأكثر استخداماً، بالرغم من أنّه استقطب حتى منتصف عام 2017 أكثر من 500 مليون مستخدم نشط. لكن، بينما يوفّر الموقع تواصلاً بين المُشغّلين والموظّفين المحتملين، تستغلّه وكالات الاستخبارات كي تتصيّد جواسيس جدداً.

فبحسب ورقة تحليلية نشرها موقع "ستراتفور" هذا الشهر، تستخدم جميع وكالات الاستخبارات طرقاً متشابهة لتجنيد الجواسيس عبر موقع التواصل المهني "لينكد إن"، وتتكون عملية التوظيف من ثلاث مراحل أساسية: الاكتشاف، التطوير، والتوظيف.

وفي مرحلة الاكتشاف، يقوم ضباط المخابرات بإدراج الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات المطلوبة وترتيبهم وفقاً لفرص استخراجها. يمكن لمسؤولي المخابرات استخدام "لينكد إن"، للحصول على قائمة الموظفين في شركة أو وكالة معينة لها ألقاب عمل محددة في غضون ثوانٍ.

وفي العديد من الحالات، يسرد الموظفون المشاريع أو التقنيات المحددة التي يعملون عليها، حتى إن بعضهم يقدم مستويات مساعدة في إزالة الأمان.

وعلى الرغم من أن أدوات وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسيلة مضمونة، لضباط المخابرات لإنشاء قائمة شاملة لجميع من لديهم إمكانية الوصول إلى برنامج أو تقنية، لكن يمكنهم بسهولة بدء هذه العملية. بالبحث عن زملاء العمل للأشخاص المحددين في البحث الأولي، قد يتمكن ضباط المخابرات من إضافة أشخاص لم يكونوا صريحين في ملفاتهم الشخصية على "لينكد إن" إلى قائمة الأهداف المحتملة.

وبمجرد قيام ضابط المخابرات بتجميع قائمة بالأهداف المحتملة، ستكون الخطوة التالية هي تحديد أفضل احتمالات التوظيف، وما هي الطريقة التي ستعمل بشكل أفضل للفوز بها.

هنا أيضاً، يمكن أن يكون "لينكد إن" مفيداً. يشارك أعضاؤه عادةً معلومات كافية لتقديم أدلة حول ماهية الوظيفة. على سبيل المثال، أولئك الأشخاص الجذابون قد يكونون جاهزين لمقاربة تنطوي على الإغواء.

وبطريقة مماثلة، يمكن أن يكون أولئك الذين يشتكون من كونهم عاطلين عن العمل أو في وظيفة متدنية، يمكن أن يكونوا منفتحين على الإغراءات المالية؛ وتلك التي تبدو غير سعيدة في العمل يمكن أن تكون مفتوحة للتجنيد الخبيث؛ وأولئك الذين يضعون منشورات تستجدي لفت الانتباه يمكن أن يستجيبوا بشكل جيد لبعض تضخيم الأنا.

هذه المعلومات تسهل الوصول وإقامة اتصال مع الأهداف المحتملة. إجراء هذه العمليات إلكترونياً يسمح حتى لموظف واحد بتطوير اتصالات مع أهداف متعددة، قبل التركيز بشكل أكثر على القليل الذين يبدون أكثر تقبلاً، ومن ثم زيادة احتمالات النجاح.

ويمكن أن تتطور مرحلة التطوير في عملية التوظيف بشكل مختلف، اعتماداً على الهدف النهائي. وفي كل الحالات الهدف النهائي لمرحلة التطوير هو إقامة علاقة، وبناء درجة من الثقة حتى يمكن الوصول إلى الهدف الاستخباراتي.

في ما يتعلق بـ"لينكد إن"، يشير التقرير إلى العديد من الحالات التي تقوم فيها وكالات الاستخبارات بتطوير علاقة مع هدف من خلال الظهور كمركز أبحاث أو جامعة. باستخدام هذا المظهر، تعرض الوكالة دفع الهدف لكتابة ورقة حول موضوع غير ضارّ إلى حد ما، ثم تدعوه إلى رحلة مدفوعة التكاليف إلى الصين مثلاً لتقديمها، بمجرد وصوله إلى الصين، سيتم تقييم الأهداف أكثر، وتتطور العلاقة بشكل أكبر بهدف إنشاء درجة توظيف نهائية.

وفي بعض الحالات، تستخدم وكالة الاستخبارات وثائق (مثل مقاطع الفيديو) للمعاملات السابقة بين ضابط الاستخبارات والهدف كشكل من أشكال الإكراه "إذا لزم الأمر". وبمجرد تعيين الهدف رسمياً، يمكن الضغط عليه لتوفير معلومات أكثر حساسية.

المساهمون