لم يحصل الترحيب الأولمبي بالرياضيين ومسؤولي البعثات من أنحاء العالم المشاركين في استحقاق دورة الألعاب الشتوية الحالية في بكين بالابتسامات المشرقة ومشاعر الفرح والتهليل بالقيمة الكبيرة للحدث والأهمية المعنوية التي ينشدها العملاق الصيني الأصفر منه، بل بحجب كامل للوجوه والأجسام، بسبب إجراءات مكافحة فيروس كورونا.
وهكذا عكس المشهد الصيني المواكب للحدث الأولمبي تحويل المنشآت والساحات المستضيفة للوفود والمرافق الملحقة بها إلى مختبر كبير لفحوص فيروس كورونا في مرحلة الترحيب الأولي، وتطبيق كل تدابير الوقاية والحماية في المراحل التالية، وصولاً إلى اختتام الألعاب في 20 فبراير/ شباط الجاري. وهذا المشهد هو السائد في أنحاء البلاد، لكنه يعني في الاستحقاق الأولمبي الحالي أن أياً من وجوه المنظمين الصينيين والمشرفين على المسابقات والعمال والمتطوعين لن تظهر طوال الدورة، وهو ما لم يرده الصينيون بالتأكيد حين كسبوا حق استضافة الألعاب.
إنها "الحواجز" التي وضعها كورونا بين الصينيين والعالم، والتي تضاف إلى تلك المرتبطة بالمواجهات السياسية والتجارية والقضايا الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان والتجسس الإلكتروني... وهي تعترض طريق أدنى تفاصيل التلاقي الأولمبي المنشود بين الجانبين، علماً أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ لم يتعرف إلى أي من وجوه المنظمين الصينيين الذين وزع عليهم هدايا تذكارية في مطعم بالقرية الأولمبية.
(العربي الجديد)