صحيفة إسرائيلية: تضاعف عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى سبع مرات

31 يناير 2019
+ الخط -


قالت صحيفة "سرائيل هيوم" اليوم الخميس، إنّ "إسرائيل ومن خلال اتباعها نهجاً يقوم على التدرج والحزم، نجحت في مضاعفة عدد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى، سبع مرات في غضون عدة سنوات".

وأفاد تقرير للكاتب نداف شرغاي، بأنّ متوسط عدد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى، قفز من 5 آلاف مستوطن في العام الواحد، إلى 35 ألفا.

وعزا شرغاي هذه "الثورة" إلى السياسة التي اتبعها وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، من حزب "الليكود" اليميني، بالتعاون مع القائد السابق لمنطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية يورام هليفي.

وأشار إلى أنّ "حقيقة تلقي كل من أردان وهليفي تعليمهما في المؤسسات التعليمية التابعة للتيار الديني القومي، كان لها تأثير حاسم في دفعهما لإحداث هذه الثورة"، على حد وصفه، لافتاً إلى أنّ "هليفي، على عكس سابقيه في المنصب، بادر بدعوة اليهود إلى القدوم للأقصى، على اعتبار أنّ هذه الخطوة تكرس السيادة الإسرائيلية على المكان".

وشدد على أنّ "الإنجاز" الذي حققه كل من أردان وهليفي، لم يكن ليتحقق بدون طرد "المرابطين والمرابطات"، الذين ينتمون بشكل أساس لـ"الحركة الإسلامية" التي يقودها الشيخ رائد صلاح، مبيّناً أنّ حظر الحكومة الإسرائيلية للحركة "حسّن الظروف التي تسمح للمستوطنين باقتحام الأقصى".

ولفت إلى أنّ نشطاء "الحركة الإسلامية" قاموا، على مدى سنين، بالتصدي للمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى، وحاولوا اعتراض طريقهم والاشتباك معهم، قائلاً إنّ "الحركة عمدت، على مدى سنين، إلى نقل الآلاف من عناصرها من الجليل والمثلث والنقب إلى الأقصى، بهدف التصدي للمستوطنين".

وأضاف أنّ "الوجود اليهودي المتواصل في المسجد الأقصى، يضع حداً لمزاعم المسلمين بأنّ المسجد الأقصى يعود لهم بشكل مطلق"، على حد قوله، معتبراً أنّه "يتوجّب تكريس هذا الاتجاه من خلال تبني قيادات الشرطة، ووزراء الأمن الداخلي في الحكومات القادمة، المبادئ الناظمة للثورة التي أحدثها أردان وهليفي".

وذكر أنّ هليفي عمل على إيجاد آليات تنسيق بين قيادة الشرطة، وحركات "الهيكل" اليهودية التي تدعو المستوطنين لاقتحام الأقصى، مذكّراً بأنّ "هذه الحركات تؤمن بوجوب تدمير الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه".

ولفت شرغاي إلى أنّ ما أقدم عليه كل من أردان وهليفي، جعل المسجد الأقصى "تحت السيطرة الإسرائيلية الحقيقية"، معتبراً أنّ الواقع السائد في الأقصى، حالياً، يضفي مغزى عملياً على "صرخة" الجنرال ماتي غور: "المسجد الأقصى بات في يدنا"، عندما احتل المسجد الأقصى عام 1967.

وبحسب شرغاي، فإنّه "لم يحدث أن تمتع المستوطنون اليهود الذين يقتحمون الأقصى، منذ العام 1967 بهامش حرية كبير كما يتمتعون به حالياً"، بحسب وصفه.

ويُذكر أنّ التغيير الذي أدخلته إسرائيل على نمط اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، ينسف التفاهمات التي توصل إليها كل من ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عمان، أواخر 2015، برعاية وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري.

وضمن هذه التفاهمات، التزمت إسرائيل بعدم السماح للوزراء والنواب ونشطاء التنظيمات اليهودية المتطرفة بدخول الأقصى، إلى جانب الحيلولة دون تمكين اليهود الذين يتواجدون في المسجد بأداء الصلوات التلمودية.

غير أنّ نتنياهو سمح، مؤخراً، لعدد من النواب من حزب الليكود وحزب "البيت اليهودي" باقتحام الأقصى، إلى جانب أنّ الكثير من اليهود يؤدون الصلوات التلمودية.