Thirty Seconds to Mars... موسيقى بمزايا سينمائية

23 مايو 2023
وجود جاريد ليتو في الفكرة يمنحها جماهيرية أكبر (روبيرتو فينيزو / Getty)
+ الخط -

بعد انقطاع دام نحو خمس سنوات، تعود فرقة الروك الأميركية، Thirty Seconds to Mars، لتقدم جديدها بأغنية منفردة بعنوان Stuck، وهي أولى الإصدارات الخاصة بألبوم الفرقة المنتظر إطلاقه بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول المقبل، والذي سيحمل عنوان It's The End Of The World But It's A Beautiful Day.

الطابع الموسيقي للأغنية يشبه إلى حد كبير الإصدارات السابقة للفرقة، فأنماط التعريف الموسيقي قد تنتقل من الهارد روك إلى الروك المتقدم والروك التقليدي والميتال، إلا أنها تحتفظ بالسياق الشكلي التجريبي لمسار الأعمال المطروحة منذ انطلاق الفرقة عام 1998، بعدما شكلت نموذجها الأول بشكل رسمي عام 2002 من خلال ألبومها الأول الذي حمل عنوانه اسم الفرقة. إلا أن نجاح التجربة الموسيقية للفرقة المكونة من الأخوين شانون وجاريد ليتو، الممثل الأميركي المعروف، انطلقت مع الإصدار الثاني A Beautiful Lie عام 2005، الذي فتح المجال لانتشار الفرقة في أميركا وأوروبا، وحصدها جوائز موسيقية عديدة، منها جائزة MTV Video Music Awards وجائزة MTV Europe Music لفئة أفضل موسيقى روك. غير أن الإصدارات الخاصة بالفرقة، والتي تجمع في رصيدها خمسة ألبومات، آخرها ألبوم America الصادر عام 2018، لا تقف عند قوالب ذات خصوصية تجريبية فحسب، بل تستثمر مشروعها الموسيقي لتلبية غايات موضوعية إنسانية، تعكس تأثير الألحان الصارخة والمتفجرة لموسيقى الميتال والهارد روك.


ولعلّ معظم الأعمال التي أدرجتها لا تشذّ بسهولة عن هذه القاعدة. يمكن رؤية ذلك من خلال أعمالها المصورة التي تحمل في طياتها لغة شعرية ذات بصمة خطابية وتوجيهية، تحاول تفكيك الطبيعة الاجتماعية والسياسية، وتقترب من وضع فلسفة نقدية خاصة بها، تناقش من خلالها الوجود البشري بمعتقداته وبآلامه وفساده ونجاته. لذا، لن تبدو المفردات السمعية والبصرية التي تطرحها مستقرة على توجه واحد أو متزمت، بقدر ما ستكون متفردة بتحليل واقع متنوع بأبعاده الأخلاقية والإنسانية والروحية.
ظهرت معالم هذا التوجه مع الأعمال الأولى للفرقة؛ إذ نرى في الألبوم الأول لها، شكل النضال البشري وقضايا تقرير المصير الذي تحاكيها أغنيات الألبوم. وإن تقترب من صياغة نقدية لاذعة، إلا أنها ستكتب مفردات شعرية واضحة المعالم، تكشفها الإصدارات اللاحقة، نكتشف معها موازين نفسية وأخلاقية تبحث عنها الفرقة في مجمل اعمالها. فنجد من هذه المفردات تلك التي تهاجم هذا العالم بقذارته ومساوئه وماضيه، فنستمع مثلًا في أغنية From Yesterday المدرجة في الألبوم الثاني للفرقة، إلى بعض تلك المعاني. وفي مسارات أخرى، نرى لهجة إيجابية ترتفع فيها روح التحدي والنهوض من القاع وتحفيز المرء على المثابرة أمام مشقات الحياة وتصورات المجتمعات السلبية، وذلك في أغنية Do or Die من الألبوم الرابع، Love, Lust, Faith and Dreams.
اللافت في أعمال الفرقة، شكل الفيديوهات المصورة التي تطرحها؛ إذ تتميز بخاصيتين، أولاهما المدة الزمنية. في هذا السياق، يقدم الشريط على أنه مادة سينمائية أو شريط لفيلم قصير يجري من خلاله أحداث وقصص درامية وشخصيات حية متنوعة في رمزيتها، مهمتها تلبية الوظيفة الفكرية والفلسفية التي تنشدها الأغنية ومؤديها. وقد تصل مساحة الفيلم لأكثر من 13 دقيقة كما في أغنية From Yesterday وكذلك أغنية Kings and Queens التي تزيد مدتها عن 8 دقائق.

أما الخاصية الثانية، فتكمن بالمساحات الكبيرة، والإطلالات البعيدة، والمناطق النائية، ومواقع التصوير ذات الميزانيات الضخمة، فضلًا عن مواقع التصوير الغريبة كالدائرة القطبية الشمالية أو كمحطات الفضاء الدولية (تم تصوير أغنية Up in the air على متن المركبة الفضائية الأميركية Dragon عام 2013).
لا شك أن جميع هذه المكونات التي ترتبط بعمل الفرقة وأدائها لها فضل كبير في انتشارها وارتفاع شعبيتها داخل أميركا والقارة العجوز. ولا بد أن الفضل الأكبر يعود لجاريد ليتو صاحب الحضور السينمائي في هوليوود، ومكانته الاجتماعية في أوساط الصناعة السينمائية.

المساهمون