ميلاد الشاشات اللبنانية: كل هذا الحزن

ميلاد الشاشات اللبنانية: كل هذا الحزن

28 ديسمبر 2022
من سهرة الميلاد التلفزيونية (LBCI)
+ الخط -

اكتمل مشهد الواقع اللبناني الحزين على الشاشات اللبنانية ليلة عيد الميلاد. هكذا، تجندت المحطات طيلة أسبوع لعرض حلقات عن أوضاع اللبنانيين المزرية في ظل ضغط اقتصادي يولد الفقر، وحوارات مع ربّات بيوت توقفن عن الاحتفال بعيد الميلاد هذه السنة، نظراً إلى شح المصروف.
في المقابل، جاءت محاولات بعض المحطات كبريق أمل في توزيع المساعدات على الفقراء، أو القيام بمباردات فردية تشد من عزيمة بعض المحتاجين، عن طريق المنح العينية والمالية، فيما تبارت المحطات على جمع التبرعات وتقديمها لمستشفيات ترزح تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية وعدم قدرتها على توفير العلاجات، خصوصا للأمراض المستعصية.
كل ذلك حمل المحطات نفسها على الاستعانة بمجموعة من الفنانين، والطلب منهم المشاركة في "الكادر" الحزين من خلال رواياتهم، فكانت ليلة الممثلة اللبنانية نادين الراسي على شاشة LBCI في أول إطلالة لها بعد رحيل شقيقها جورج الراسي في حادث سير مروع في أغسطس/ آب 2022 في لبنان. محاولة بدت أقرب إلى الاعترافات من قبل الراسي، مشيرة إلى أن الحياة بعد موت أحد أفراد العائلة تفرّق ولا تجمّع، في وقت تعاني فيه الراسي على صعيد شخصي من مشاكل عائلية، كان آخرها فسخ خطوبتها، وحرمانها منذ خمس سنوات من العيش مع طفليها مارسيل وكارل، بسبب تعنت والدهما، وكسبه حق الحضانة، وامتناعه عن السماح للأم بزيارتهما.
كل هذه الأحزان لم تثن الراسي عن قبول طلب معد البرنامج بخلع اللون الأسود، وإقناعها بارتداء الأبيض لمهمة إنسانية تقوم على عزاء ومساندة كل من فقد أقربائه في حادث سير مشابه لما حصل مع المغني جورج الراسي.
تحمل الراسي حزنها، في محاولة لبلسمة جراح مجموعة لا بأس بها من الأمهات اللواتي عشن التجربة ذاتها، في أجواء يطغى عليها التمسك بالإيمان، وزيارة الأضرحة وأماكن العبادة، والختام بجلسة عشاء تجمع هؤلاء جميعاً، على قاعدة التسليم بالقضاء والقدر.
ولم تخل أجواء الشاشات اللبنانية من محاولة بدت اجتماعية أكثر منها فنية، تقوم على حوارات مع الفنان يوسف الخال وزوجته الممثلة نيكول سابا، وشقيقته ورد الخال وزوجها الموسيقي باسم رزق. ثلاث ساعات أخرى تخللتها حوارات تدخل في صميم الحياة الخاصة للضيوف، واستضافة مجموعة من الحالات الإنسانية، كطفلة تعاني من إصابتها بالسرطان منذ ولادتها، ولا تزال حتى اليوم (تبلغ من العمر 15 عاماً)، تتلقى جرعتها من العلاج.

سينما ودراما
التحديثات الحية

تبين هذه الفقرات والبرامج التلفزيونية الخاصة مدى معاناة بعض الفنانين، في إطار يبتعد عن الاستعراض، رغم المبالغة أحياناً في بعض المواقف التي يطلقها الفنانون أنفسهم، والتقصد في إقناع المشاهد بأنهم ضحايا لمواقف وظروف قاسية عاشوها في السابق.
مضت ليلة الميلاد على التلفزيون بحكايات حزينة، تتقصد بعض الشاشات عرضها طمعاً في زيادة نسبة المشاهدة، في وقت تعد فيه المحطات ذاتها العدّة لمزيد من الفرح ليلة رأس السنة، في إطار فني غنائي منوّع بعيداً عن البكاء.

المساهمون