مهرجان موازين يتلقى الانتقادات مجدّداً.. من غزة إلى أسعار التذاكر

23 مايو 2024
دي جي سنيك في مهرجان موازين في الرباط، 17 مايو 2017 (جلال مرشيدي/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عبد الإله بنكيران يدعو لإلغاء مهرجان موازين بالمغرب بسبب تزامنه مع الحرب على غزة، معتبرًا الاحتفال في هذه الظروف عيبًا وعارًا ويؤكد على ضرورة التضامن مع غزة.
- المهرجان يواجه انتقادات واسعة على مواقع التواصل بسبب التضامن مع غزة، ارتفاع أسعار التذاكر، والتشكيك في مصادر تمويله، مما يثير جدلًا حول ملاءمة إقامته.
- جمعية مغرب الثقافات تدافع عن تمويل المهرجان، مؤكدةً على اعتماده على التمويل الخاص وعائدات بيع التذاكر والإعلانات منذ 2012، رغم الجدل المستمر حول استنزاف أموال الشعب وملاءمة إقامة الفعاليات في ظل الأزمات.

عاد مهرجان موازين الموسيقي المغربي وعاد معه جدله السنوي. فقد دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إلى إلغاء نسخة هذا العام من المهرجان لتزامنه مع الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما انتقده رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب عدة بينها التضامن مع غزة، وما يصفونه بمخالفة التقاليد، فضلاً عن أسعار التذاكر، ومصادر تمويل المهرجان.

وقال بنكيران، في كلمة ليلة أمس الأربعاء: "أنا غير مسرور بإعادة إقامة حفلات موازين مرة أخرى في المغرب في هذه الظروف التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني، وفي قطاع غزة تحديداً. هذا عيب وعار"، مضيفاً: "في تقديري أنّ المملكة ينبغي أن تتراجع عن تنظيم نشاط موازين. لا يمكن ونحن نرى أطراف إخوتنا تُقطَّع ويكتوون من الجوع ومن دون علاج، بينما مستشفياتهم دُمّرت عن آخرها أو تكاد، ولا يجدون حتى الصرف الصحي، ويعانون هذه المعاناة كلها". واعتبر أنه "أقل ما يمكن تقديمه لفلسطين هو ألا نظهر الاحتفال والسرور، واستدعاء مغنين من كل حدب وصوب".

وأيّد بنكيران جانباً مما ذكره رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أنّ الوقت غير مناسب للاحتفالات مثل موازين بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلّف حتى أمس الأربعاء 35 ألفاً و709 شهداء و79 ألفاً و990 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ووصل غضب البعض إلى المطالبة بمقاطعة المهرجان الذي يُقام في العاصمة المغربية الرباط. وكتبت ليلى إسلام على منصة إكس: "لا ترقصوا على أنغام قصف إخوانكم في غزة"، في حين كتبت كوثر: "لا لمهرجان موازين غزة تنزف دماً". 

انتقادات موازين تعود 

في كل سنة تعود فيها نسخة جديدة من مهرجان موازين تعود معها الانتقادات. وتنوعّت الانتقادات هذا العام بين الوضع في غزة وأسعار التذاكر التي اعتبرها البعض مبالغاً فيها، واتهامه بمخالفة العادات والتقاليد، فضلاً عن التشكيك في مصادر تمويل المهرجان، الذي يتهمه البعض بالحصول عليه من جيوب المواطنين بالتزامن مع الغلاء والتضخم، بينما يرفض المهرجان هذا الاتهام وينفيه.

وكتبت صفحة "العفيفات" في "فيسبوك": "محاربة الدين واجبة في قاموس المسؤولين. منصة موازين قرب المسجد. إذا أعجبك الأمر فصلِّ، وإن لم يعجبك فارقص مع نيكي ميناج ساعة تحصل فيها على مليار على الأقل. وعندما ينتهي المهرجان ابكِ على زيادة قنينة الغاز والسمك".


وأثارت أسعار تذاكر نسخة 2024 من مهرجان موازين جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفها الرافضون بأنها مرتفعة للغاية بالمقارنة مع القدرة الشرائية للمغاربة. وبلغ سعر تذكرة حفلة هولوغرام أم كلثوم إلى ألف درهم (نحو 100 دولار)، ونيكي ميناج 1400 درهم (نحو 140 دولاراً)، وكايلي مينوغ 1200 درهم (نحو 120 دولارا) والتذكرة الشاملة اليومية 19 ألف درهم (1900 دولار)، وهو ما اعتبره رواد مواقع التواصل مبالغةً في أسعار تذاكر هذا العام. ويتعلّق الأمر هنا بأسعار تذاكر موازين داخل المسرح والـ"في آي بي"، بينما المهرجان متاح بالمجان للمشاهد العادي.

وسخر حساب "مؤدب" عبر "إكس" قائلاً "19 ألف درهم يمكنني أن أمشي بيها إلى حفل بيونسيه وسوف يتبقى معي الكثير"، وأيدته فاطمة التي كتبت ساخرة: "هذه الأثمنة في (في آي بي)، أي أنها للناس المهمين جداً جداً"، في إشارة إلى أن القلة فقط من يملكون القدرة على شراء التذاكر بهذه الأسعار. وسخر خالد من سعر حفلة أم كلثوم بالضبط قائلاً "عندما كانت حية كان سعر التذكرة ثلاثة جنيهات". ووصف مراد عمري هذه الأسعار بأنها "سرقة موصوفة"، بحسب تعبيره.

وزاد من جدل أسعار تذاكر موازين زيادة في أسعار قارورة الغاز بعشرة دراهم (نحو دولار)، بقرار حكومي رسمي جعل قارورة الغاز من فئة 12 كيلوغراماً يبلغ سعرها  50 درهماً (نحو 5 دولارات). وهو القانون الذي دخل حيز التنفيذ الاثنين 20 مايو/ أيار بينما إدارة موازين تعلن الفنانين الحاضرين في فعالياته.

جدل تمويل مهرجان موازين لا ينتهي

وانتقد معلّقون في مواقع التواصل كلفة المهرجان، مع اتهامات متكرّرة بأنه يصرف "من أموال الشعب" على الفنانين الذين يأتون بأسعار عالية. ورأى حساب "جو سرغيني" بأن زيادة الأسعار هي "مال ليدفعوا لنيكي ميناج وطبقة موازين" بحسبه. وكتب مصطفى حمودان: "ماذا تريد أيها الجائع؟ أريد مهرجان موازين. لا يمكن تغطية الحقائق بغربال المهرجانات والهرج". ونشر يوسف: "أموال موازين زادوها في قنينة الغاز، تخيل أنك تدفع رغماً عن أنفك ثمن طوطو (مغني راب مغربي) ومحمد رمضان نامبر وان (مغنٍ مصري)". 

و"الصرف على المهرجان من أموال الشعب" تهمة يصّر مهرجان موازين على تبرئة نفسه منها، إذ تقول جمعية مغرب الثقافات المنظِمة للمهرجان إن التمويل العام للمهرجان انتهى عام 2012، وأصبح يعتمد بنسبة 32% على تمويل خاص، و68% من عائدات أخرى مثل التذاكر والبطاقات والإعلانات.

المساهمون