مهرجان سينمائي جديد في بغداد: دعم المحلي واكتشاف العربي

15 اغسطس 2023
جبار جودي: "مهرجان يعكس الوجه الحضاري والتاريخي والثقافي للعراق" (العربي الجديد)
+ الخط -

تجري الاستعدادات لإقامة الدورة الأولى لمهرجان بغداد للفيلم العربي، من تنظيم نقابة الفنانين العراقيين بين 15 و20 ديسمبر/ كانون الأول 2023. إنّه أول مهرجان كبير تحتضنه العاصمة العراقية منذ إقامة مهرجان أفلام وبرامج فلسطين في سبعينيات القرن الماضي. حظي المهرجان، للمرة الأولى، بدعم حكومي مطلق، وتحمل دورته الأولى تلك اسم المخرج العراقي محمد شكري جميل.

عُقدت اجتماعات عدّة لمناقشة التحضيرات اللازمة، واتُّخذت قرارات لإطلاقه. إنّه الأول من نوعه في العراق، على أنْ يكون لائقاً بالسينما العراقية وتاريخها الطويل، وتاريخ السينما العربية أيضاً.

في لقاء مع "العربي الجديد"، قال نقيب الفنانين العراقيين ورئيس المهرجان، جبار جودي، إنّ هذا المهرجان "يعكس الوجه الحضاري والتاريخي والواقع الثقافي للعراق، ونهضته الجديدة، واحتضانه المبادرات الثقافية والإبداعية، التي تجمع السينمائيين العرب وأقرانهم العراقيين، والتي تصبّ في إطار توطيد دعائم وتمتين علاقات الأخوّة والتعاون العربية".

وأضاف جودي أنّ نقاشاً حصل بخصوص تشكيل اللجان الفرعية الأساسية "التي ستتولّى المهام التنفيذية واللوجستية المتنوّعة": لجنة قراءة سيناريوهات مسابقة إنتاج الأفلام العراقية القصيرة "التي تهدف إلى تفعيل الإنتاج السينمائي العراقي ودعمه، وتوفير الفرصة للسينمائيين العراقيين لعرض إنتاجهم السينمائي، أسوة بأقرانهم من السينمائيين العرب"؛ ولجنة مشاهدة الأفلام المرشحة للمشاركة في المسابقات، إضافة إلى لجان التحكيم الرسمية "التي تضمّ معنيّين بالسينما، مخرجين وكتّاباً ونقّاداً وممثلين معروفين".

بحسب جودي، اختارت اللجنة التحضيرية تصميم النحات العراقي أحمد البحراني، الخاص بشعار "لوكو"، لجائزة مهرجان بغداد للفيلم العربي. هذا القرار "جاء اعتزازاً وتقديراً من المهرجان للمكانة الإبداعية للبحراني التي تمخّضت عن منجزات نحتية إبداعية متنوعة، في العراق وخارجه، في مسيرته، وآخرها كأس خليجي 25 لكرة القدم، التي أقيمت في البصرة، وحظيت بإقبال جماهيري عراقي وخليجي وعربي كبير".

أما البحراني فأعرب عن سعادته بهذا التكليف: "إقامة مهرجانات بهذا الحجم، وهذا الاهتمام من الدولة، سيساهمان في عودة الروح إلى بغداد والعراق، وسيعيدان هيبة الثقافة والفن العراقيين، وحضورهما وعمقهما، عربياً وإقليمياً ودولياً". وكشف عن وجود موافقة على اعتماد التصميم أيضاً في وثائق المهرجان وإصداراته كلّها، وفي جوائزه، فضلاً عن الشخصيات السينمائية الكبيرة التي ستُكرّم، وأوّلها المخرج المخضرم محمد شكري جميل.

يُذكر أنّ اللجنة التحضيرية أعلنت عن مسابقة لإنتاج أفلام عراقية قصيرة، ستُعرض في النسخة الأولى للمهرجان، إذْ أشار جودي إلى أنّ شروط المشاركة فيها ألا تقلّ مدّة كل فيلم عن 15 دقيقة، وألا تزيد عن 30 دقيقة. كما تفضّل إدارة المهرجان سيناريوهات "ذات خلفية أدبية، معتَمِدة على قصص وروايات عراقية"، وأنْ "تُظهر معالجات الأفلام مواقع الجمال والحضارة العراقيين"، أي أنْ "يكون التصوير في بيئة جميلة وحديثة ومتطوّرة، تُعطي صورة جميلة عن العراق". كما أشار جودي إلى أنّ المهرجان سيعلن، قريباً، شروط المشاركة في المسابقات الرسمية للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والبرامج والأنشطة.

من جهته، أشار مدير المهرجان، حكمت البيضاني، إلى أنّ اللجنة ناقشت الأسماء المقرّر دعوتها إلى المشاركة، من نجوم وشخصيات سينمائية ونقّاد عرب، إلى شخصيات ونقّاد عراقيين، وأولئك المرشّحين للمشاركة في الندوة الفكرية المنعقدة بعنوان "سبل الإنتاج السينمائي العربي المشترك".

وأضاف البيضاني أنّه اتُّفق على إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالمهرجان، الذي يحتوي على استمارة شروط مشاركة الأفلام العربية والعراقية، وتوجيه الدعوة إلى الفنانين العراقيين لتقديم تصميماتهم المقترحة لملصق المهرجان، لاختيار الأفضل، مُشيراً إلى أنّ اللجنة التحضيرية ستواصل عقد مزيد من الاجتماعات، لمناقشة وإقرار الخطط والبرامج والفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى إنجاح الدورة الأولى.

المساهمون