محمد عطيّة: ضدّ حكم العسكر.. ومع غزّة

20 اغسطس 2014
ناصرتُ الثورة عندما قمعت الشرطة المتظاهرين (العربي الجديد)
+ الخط -
محمد عطيّة مطرب مصري، حصل على لقب "ستار أكاديمي" في نسخته الأولى عام 2004، وقدّم بعدها عدداً من الأغنيات والأفلام السينمائية، مثل "درس خصوصي" و"عليا الطرب بالتلاته". لكنّه اختفى سنوات، وحين عاد كانت عودته مثيرة للجدل، من خلال تصريحاته اللاذعة عن الأوضاع السياسية والمجتمعية في مصر.

"العربي الجديد" التقى النجم محمد عطية، وأجرى معه الحوار التالي:

- حصلت على لقب "ستار أكاديمي" ثم غبت سنوات، لماذا؟
بعد حصولي على اللقب قدّمت بعض الأغنيات والأفلام، لكن إثر فيلم "عليا الطرب بالتلاته" واجهت مشكلة مع شركة إدارة أعمالي في لبنان وصلت المحاكم، وهذا عطّلني كثيراً.

لكنّني منذ عامين تقريباً أعمل على ألبومي الجديد الذي تعرّض لبعض المشاكل فتوقّف، ثم عدت إلى تسجيل أغنياته، وانتهيت منها الآن، ولم يتبقّ سوى أغنية واحدة فقط، يقوم الموزّع نادر حمدي بالعمل عليها، ومن المحتمل أن يُطرَح في عيد الأضحى المقبل. 

- انتقدتَ على صفحتك فيسبوكية موقف الإعلام المصري تجاه القضية الفلسطينية
؟
لأنّه موقف مخزٍ بصمته وتخاذله، للأسف. فإدانة حركة "حماس" في وقت يواجه الشعب مجازر هو عارٌ مشين. فنحن، وإن كنا ندين "حماس" في السياسة الداخلية، إلا أنّه يجب ألا نتخذ موقفاً كهذا في لحظة صعبة، ولا أن نتخلّى عن غزّة بسبب "حماس".

هناك مثل شعبي معبّر يقول: أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب. فهل يعقل أنّ نظرة الإعلام المصري تتغيّر أمام الطفل الفلسطيني الذي يواجه العدوّ بالحجارة؟ ألم يكن بطلاً؟ كيف صار مجرماً؟ وكيف نبرّر ما يفعله الصهاينة؟ فإسرائيل عدوّ مشترك ولا بدّ أن تتقدّم إنسانيتنا على أيّ شيء في مثل هذه المواقف العصيبة.

أنا أتذكّر أنّه خلال مذبحة رفح الأولى اتهمت حماس بأنّها صاحبة اليد العليا، وفي مذبحة رفح الثانية تكرّر الاتهام نفسه، لكن أين الدلائل على ذلك؟ هذا أسمّيه إمّا كذباً أو فشلاً من المخابرات المصرية..، لا خيار ثالث.


 - وسط كلّ هذا الهجوم على موقف الإعلام المصري، لماذا لم تتحرّك أنت وتغنّي لغزّة؟
لي أصدقاء كثيرون جداً من غزّة طلبوا منّي ذلك، لكنّني أرى أنّ قول الحقيقة مثلما أفعل، على حسابي الشخصي على فيسبوك وفي المقابلات، أفضل. 

- لا تزال في بداية طريقك. ألا تخشى أن تؤثّر تصريحاتك على شعبيتك؟
الحقيقة لا بدّ أن تُقال، بصرف النظر عن العواقب، فهذا شيء متعلق بالإنسانية، وأنا لديّ أصدقاء يعارضون ما أقول، وأحترمهم ولا خلافات بيننا. فمن حقّ كلّ إنسان أن يكون له رأيه.

- هل أنت مع الدعوات التي تنادي بالنزول إلى الميادين وإقامة التظاهرات الآن؟ وما رأيك في قانون التظاهر؟

أنا مع التظاهرات السلمية من أيّ طرف، سواء من الإخوان أو من العسكر، لكنّني ضدّ التخريب، وقانون التظاهر قانون "مسخ" غير دستوري، لأنّه يسلب حريّة الرأي، فمن يريد أن يطالب بعودة الرئيس المعزول، محمد مرسي، فليطالب، ومن يؤيّد السيسي فليؤيّد، ومن يهاجمه فلا شأن لأحد به. حتّى إذا نزل أحد رافعاً صورة المخلوع، حسني مبارك، فلينزل.

- بمناسبة الحديث عن مبارك..، هل تابعت كلمته الأخيرة إلى الشعب المصري؟ وما رأيك في من تعاطف معه بعد الخطاب؟
لا يوجد أيّ منطق يقبل بخروجه على الشعب ليلقي خطاباً! كان منظراً قبيحاً، فهذا الشخص هو ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، لا بدّ أن يُعدَمَا في ميدان عام. أنا أشبّه من تعاطف معه بمن يعانون من "متلازمة ستوكهولم". وهذا مصطلح يُطلَق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوّه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال.

يمكن ملاحظة هذا التأثير في الأنظمة القمعية، فعندما لا تستمدّ السلطة شرعيتها من أغلبية الشعب، تصبح وسيلة الحكم القمعية ضاغطة على أفراد المجتمع، ولمدّة طويلة، فيطوّر الأفراد علاقة خوف من النظام، ويصبح المجتمع ضحية بلا رغبة في أي تغيير.

- رغم هجومك على مبارك الآن، كانت لك تصريحات أثناء 25 يناير تؤيّده وترفض الثورة؟
ليس هذا فقط، بل بكيت على مبارك، لكن حين قرّرت النزول إلى الميدان لأرى ما يحدث، شاهدتُ بنفسي كمية القمع وكيف ضرب بعض عناصر الشرطة المتظاهرين. فعدتُ إلى بيتي وأنا نادم على تأييد مبارك ورفضي الثورة وتغيّرت وجهة نظري تماماً.

- كيف ترى الأزمة المصرية حالياً؟
الأزمة في الحكم العسكري، الذي أثبت فشله على مدار 60 عاماً، منذ أيام (الرئيس الراحل جمال) عبد الناصر. فالحكم العسكري يستغلّ العقول ويسلك مسلك القمع والانتهاكات، وطبقاً للتاريخ فإنّ الحكم العسكري أثبت فشله. 

- والحلّ؟
في انتخابات عادلة يكون فيها تساوٍ بين الأطراف كافة، ولا تدعم الدولة بأكملها طرفاً على حساب آخر، مثلما حدث.

- هل أنت ضد الجيش المصري؟
لا أحد يستطيع أن يكون ضدّ جيش بلده الذي يحميه، لكن هناك خلط شديد، للأسف، يحدث بين الجيش كحامٍ للوطن، وبين الجيش كحاكم، فالجيش للحماية عظيم، ولكن للحكم فاشل.

المساهمون