ليتوانيا تجهّز أكبر وعاء لـ"الحساء الوردي" في العالم

ليتوانيا تجهّز أكبر وعاء لـ"الحساء الوردي" في العالم

11 يونيو 2023
يقدم مرفقاً ببيضة وبطاطا (Getty)
+ الخط -

لا يخفي الطالب الفرنسي في ليتوانيا، فيكتور دولاكرا، شغفه بطبق محلي شهير، عبارة عن حساء بارد من الخيار والشمندر يحمل اسم "سالتيبارشيه" Saltibarsciai، ويُعرف أيضاً بـ"الحساء الوردي"، افتُتِح مهرجان مخصص له السبت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وتخلل المهرجان تجهيز أكبر وعاء لهذا الحساء الفريد من نوعه في العالم.

وللمشاركة في هذا المهرجان، تنكّر الطالب الفرنسي بزيّ مصنوع من الورق المقوى، يمثل وعاءً من هذا الحساء وقبعة مطلية يدوياً بألوان العلم الليتواني الأصفر والأخضر والأحمر.

وقال لوكالة "فرانس برس": "لقد أُغرمت بسالتيبارشيه، وأشعر بأن عليّ ارتداء هذا الزي تكريماً له".

الصورة
اعتمر قبعة مطلية بألوان العلم الليتواني (بيتراس مالوكاس/ فرانس برس)

و"الحساء الوردي" الذي يُعدّ من التراث المطبخي في ليتوانيا، حساء بارد مصنوع من الكفير، ويحتوي على خيار مفروم وقطع الشمندر والبصل الأخضر مع الكثير من الشبت.

ويُقدّم مع كريمة طازجة، مرفقاً ببيضة وبطاطا، مسلوقة أو مقلية، وهو أحد المأكولات الصيفية الأكثر شعبية في كل أنحاء ليتوانيا.

وشرح ريكارداس أندريوسكاس الذي كان حاضراً أيضاً في المهرجان أن "بعض الحانات (...) تعدّه بطريقة مميزة، كأحد مطاعم السوشي الذي يضيف إليه الواسابي". وأضاف: "نحن الليتوانيين نعدّه عموماً بطريقة أكثر تقليدية".

وفي موقع المهرجان، جُهّزت مكوّنات ما يُفترض أن يصبح أكبر وعاء "حساء وردي" في العالم.

وانتشرت في المكان أكشاك تبيع العطور المنزلية المستوحاة من سالتيبارشيه ورقائق البطاطا وكعك الزنجبيل والمثلّجات. كذلك تشارك الحانات والمقاهي في المهرجان من خلال تقديم كوكتيلات وقهوة سالتيبارشيه.

وباتت وكالة "غو فيلنيوس" التي تتولى الترويج السياحي للعاصمة الليتوانية وتنظم مهرجان "بينك سوب فيست"، تستخدم "الحساء الوردي" لتعزيز السياحة المطبخية في هذه الدولة الواقعة على بحر البلطيق.

وقالت مديرة "غو فيلنيوس" إنغا رومانوفسكينيه، إن القطاع المطبخي في المدينة "شهد ازدهاراً كبيراً في السنوات الاخيرة". وأضافت أن "الوصفات التاريخية العائدة إلى تراث العاصمة متعدد الثقافات الممتد 700 سنة، باتت مدرجة على قوائم المطاعم في كل أنحاء المدينة".

ويؤكد الليتوانيون أن هذا الطبق نشأ في دوقية ليتوانيا الكبرى التي كانت قائمة حتى عام 1795، وكانت تضم أجزاءً من أراضي بيلاروس وروسيا وأوكرانيا الحالية.

وهذا ما يجعل كلاً من بيلاروس وبولندا التي كانت متحدة لقرون مع الدوقية الكبرى، تؤكدان أن هذا الطبق ينتمي إلى تراثهما المطبخي.

الصورة
تشارك الحانات والمقاهي من خلال تقديم كوكتيلات وقهوة سالتيبارشيه (بيتراس مالوكاس/ فرانس برس)

لكن مهرجان "الحساء الوردي" يوحد هذه الدول ويوفر فرصة لنسيان الحرب الجارية منذ فبراير/ شباط 2022 في أوكرانيا القريبة.

ورُفعت مئات الأعلام الأوكرانية على المباني وفي شوارع فيلنيوس.

وطلب أكثر من 80 ألف أوكراني اللجوء إلى ليتوانيا، التي يبلغ عدد سكانها 2,7 مليون نسمة.

وقالت راسا كاسيتيني التي ارتدت مع ابنتها اللون الوردي، إن "الأعياد تتيح عدم التفكير بالحرب في أوكرانيا". وأضافت: "كلما كثرت المهرجانات، كانت الحياة أكثر إشراقاً".

وأصبح "الحساء الوردي" نجماً على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً.

ولاحظت الناطقة باسم هيئة ترويج السياحة الليتوانية "ترافل ليتوانيا" دوفيل سيليوكي إنه "أحد أنواع الحساء التي تحظى بأكبر قدر من التداول على إنستغرام".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون