فيلمان عربيان في "أسبوع النقّاد 2024": شابات يتمرّدن وهجرةٌ لخلاصٍ

فيلمان عربيان في "أسبوع النقّاد 2024": شابات يتمرّدن وهجرةٌ لخلاصٍ

15 مايو 2024
"رفعت عيني للسما": التمرّد عبر الفنّ (الموقع الإلكتروني لـ"أسبوع النقّاد")
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الدورة الـ77 لمهرجان "كانّ" السينمائي 2024، تُقام النسخة الـ63 لـ"أسبوع النقّاد"، مبادرة من "النقابة الفرنسية للنقد السينمائي" منذ 1962، تسلط الضوء على أهمية النقد السينمائي وتعزز مكانته في الصحافة والإعلام العربي والعالمي.
- "أسبوع النقّاد" يشهد توقيع "ميثاق التكافؤ والتنوّع" مع مهرجان "كانّ"، ملتزمًا بتحقيق التكافؤ الجنسي في الأفلام المُقدَّمة، ويثير نقاشًا حول التوازن بين المساواة العددية والجودة الإبداعية.
- يُفتتح بفيلم "الأشباح" لجوناتان ميّيه، ويختتم بـ"حيوان" لإيما بينيسْتون، مع عرض فيلمين عربيين يبرزان قضايا الهجرة وتحديات الشباب في مصر والمغرب، مما يعكس التنوع الثقافي والإبداعي في السينما العالمية.

في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ" السينمائي، تُقام النسخة الـ63 لتظاهرة "أسبوع النقّاد"، التي أسّستها "النقابة الفرنسية للنقد السينمائي وللأفلام التلفزيونية" عام 1962، إنْ تُعتَمد هذه الترجمة العربية للأصل الفرنسي، الذي يتضمّن مفردة تُترجم باثنتين عربيتين. فالأصل الفرنسي يقول إنّ التظاهرة، كما النقابة، تستخدم كلمة Critique De Cinema، المُترجمة عربياً إمّا إلى "النقد السينمائي" وإمّا إلى "الناقد السينمائي". لكنّ المتداول عربياً كامنٌ في "أسبوع النقّاد".

هذا يُضفي إيجابية على مهنةٍ غير مُقدَّرة في الصحافة والإعلام العربيّين، كما في مهرجانات سينمائية عربية عدّة، تُقام في مدنٍ عربية وغربيّة. الاسم الرسمي السابق مختلفٌ: "الأسبوع الدولي للنقد/النقّاد". عام 2018، تُوقِّع التظاهرةُ، مع مهرجان "كانّ" و"أسبوعا المخرجين" (الذي يُصبح اسمه "أسبوعا المخرجين والمخرجات")، على "ميثاق التكافؤ والتنوّع في المهرجانات السينمائية، المدعومة من مجموعة 50/50". أي أنّها "تتعهّد بتوفير إحصاءات متعلّقة بالجنسين (ذكر وأنثى)، لا سيما بالنسبة إلى عدد الأفلام المُقدَّمة للاختيار"، وأيضاً التزام ما يؤدّي إلى "تحقيق التكافؤ الكامل".

لكنْ، هناك سؤال مُكرَّر: هل تحصل المساواة في العدد على حساب النوع وآليات الاشتغال واستيفاء الشرط الإبداعي؟ الإجابة غير محسومة، والعروض المقبلة تكشف شيئاً منها.

التظاهرة هذه تُفتتح بـ"الأشباح" للفرنسي جوناتان ميّيه (1985): منظّمة سرّية تلاحق مجرمي الحرب السوريين، الهاربين إلى دول أوروبية عدّة للاختباء فيها. لكنّ حميد، أحد أبرز أعضائها، ناشطٌ في هذا المجال، وتحقيقاته تقوده إلى "ستراسبور" الفرنسية، على خطى جلاّده السابق (مستوحى من أحداثٍ حقيقية). أمّا الختام، فمعقودٌ على فيلمٍ فرنسي آخر، بعنوان "حيوان" لإيما بينيسْتون (1988): تتدرّب نجمة بجدّية وقسوة كي تحقِّق حلمها: الفوز بسباق "كامارغ" في دورته المقبلة، الذي يتحدّى فيه المتنافسون الثيرانَ في الساحة. لكنْ، بينما تجرى التحضيرات للموسم الجديد، تحدث حالات اختفاء مشبوهة تُثير قلق السكّان. سريعاً، تنتشر إشاعة مفادها أنّ هناك وحشاً برّياً يتجوّل في الأمكنة كلّها.

في التظاهرة نفسها، هناك فيلمان عربيان أيضاً: "رفعت عيني للسما" للمصريّين ندى رياض وأيمن الأمير (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة)، و"البحر البعيد" للفرنسي المغربي سعيد حميش بن العربي (عروض خاصة).

الأول (تشارك قطر في إنتاجه) يتناول واقعاً مصرياً يتمثّل بشابات، مُقيمات في قرية في جنوب مصر، يتمرّدن بتشكيلهنّ فرقة تعمل في "مسرح الشارع". كلّ واحدة منهنّ تحلم بأنْ تُصبح ممثلة أو راقصة أو مغنّية. معاً، يتحدّين عائلاتهنّ القبطية وسكّان المنطقة، بتقديم عروضٍ جريئة. مُصوّرٌ في أربعة أعوام، يتابع "فتيات النيل" (العنوان الفرنسي)، أو "حافة الأحلام" (العنوان الإنكليزي)، مسار هؤلاء الشابات، اللواتي يُصبحن نساءً راشدات.

أمّا الثاني (تُشارك قطر أيضاً في إنتاجه)، فيعاين حالة فردية متعلّقة بالهجرة: ببلوغه 27 عاماً، يهاجر نور بشكل سرّي إلى مرسيليا الفرنسية. مع أصدقائه، يكسب قوت عيشه بالاتّجار ببضائع صغيرة، وعلى نطاق ضيّق. يعيش حياة هامشي،. لكنّ لقاءه سيرج، الشرطيّ ذا الشخصية الجذّابة التي لا يُمكن التنبّوء بسلوكها ومسارها، يقلب حياته كلّياً، مع زوجته نعومي. بين عامي 1990 و2000، يعيش نور حبّاً، ويشيخ ويتمسّك بأحلامه.

المساهمون